الجيش الإسرائيلي تعرّض لخسائر «مؤلمة» في الحرب

تمديد قائد الجيش اللبناني بين الأخذ والعودة.. والكلمة الأخيرة لبري

يأتي التجديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس جدول أعمال المرحلة السياسية الحالية التي تشهد انقساما بين مؤيد ومعارض، مع قيام كتلة نواب حزب القوات اللبنانية بمبادرة لتسريع الأمر لإعداد مشروع قانون لتوسيع القوة العسكرية. وقوبل فصله من الخدمة العسكرية باعتراضات من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال: أمام زواره: «أعرف ما يجب أن أفعله، ولا أحد يقول لي ما يريد؛ لأن التشريع لا يخضع للتقدير أو الكيل بمكيالين، فهم مع التشريع عندما يريدونه، وضد التشريع عندما لا يريدونه، ولا يوجد حتى الآن موعد لجلسته أو جدول أعماله، وفي أي مكان ولن يتم استكمال التشريعات القضائية دون الطلب”.

ورغم أن الرئيس بري لم يوضح موقفه من التمديد للعماد عون، إلا أنه كان قد أكد في وقت سابق خلال استقباله أعضاء «كتلة التجديد» أن المؤسسات العسكرية والأمنية «مقدسة» عنده، وأنها أيضاً في ظل وفي ظل الظروف الحالية التي يمر بها لبنان، لا يمكن السماح بنشوء فجوة أو فراغ من دون توضيح موقفه.

وفي هذا السياق، يناقش النواب رد الرئيس بري على اقتراح الكتلة التمثيلية لـ«القوات» من منطلق رفضه مصادرة صلاحياته في وضع جدول أعمال الجلسة بالاتفاق مع أعضاء مكتب المجلس وماذا سيكون موقفها لو جاءت من فريق برلماني حساس لها بسبب رفضها المشاركة في الجلسات التشريعية.

ويقول نواب المعارضة إنه لا مبرر لمبادرة زملائهم في كتلة “الجمهورية القوية” إلى إعلان عزمهم إعداد مشروع قانون يقضي بالتمديد لتقاعد العماد عون الذي سيتقاعد في العاشر من الشهر التالي. كانون الثاني/يناير، من دون التنسيق مع الكتل النيابية المنتمية إلى المعارضة، إضافة إلى كتلة “التجمع الديمقراطي” ونواب المستقلين والتغيير.

وأكد نواب المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أنهم أبلغوا زملاءهم في كتلة «الجمهورية القوية» بضرورة الصبر وعدم التسرع في إعداد مقترحهم. لأن هناك حاجة لاتصالات لا تقتصر على المعارضة، بل قد تشمل أيضاً ممثلين عن الطائفة السنية الذين هم في منتصف الطريق بين الموالاة والمعارضة، لا سيما أنهم لا يعترضون على التمديد للعماد عون، ويشترطون وأن التمديد يمتد ليشمل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي سيتقاعد في أيار المقبل.

ويشيرون إلى أن هناك إمكانية لإعداد مشروع قانون يقضي بالتمديد لقادة الأجهزة الأمنية، أو مقترح آخر ينص على زيادة سن التقاعد لجميع العاملين في الأجهزة الأمنية والعسكرية لمدة سنة واحدة. على أن يشمل جميع الرتب من الأدنى إلى الأعلى.

ويقول نواب كتلة «الجمهورية القوية» إنه لا يوجد سبب للاستعجال في إعداد مشروع القانون، ما دام لا توجد مشكلة في استبداله بمقترح آخر يحظى بدعم برلماني واسع. يتجاوز نطاق الدول المعنية باستقرار لبنان، وهذا ما يعتقده ممثلوه في لقاءاتهم مع السفراء العرب والغربيين الذين همهم الوحيد الحفاظ على المؤسسة العسكرية والسلم المدني، ويثنون على كفاءة عون في إدارة الأمور. الجيش. المؤسسة وتحييدها ضد الصراعات السياسية.

ويبقى السؤال: أين موقف الثنائي الشيعي من التمديد للعماد عون، طالما أنه يلجأ إلى الصمت، ولم ينشر منه حتى الآن ما يدل على أنه ضد التمديد، إلا ما قاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وأبلغ الحزب وليد جنبلاط من مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله. » وفيق صفا، أن الحزب لا يؤيد «تحطم» باسيل، في إشارة إلى موقف الأخير من يقود الفريق المعارض لقائد الجيش الذي بقي في منصبه؟

ولم تقتصر الرسالة التي نقلها صفا إلى جنبلاط على إبلاغه، نيابة عن باسيل، برفضه التمديد للعماد عون، بل أبلغه بموقف الحزب المتضامن مع باسيل وأنه ليس لديه أي خيار. نية دفعه إلى الزاوية، فيما يتمسك الرئيس بري بكلمة السر، وهذا ما يفسر حتى الآن عدم القدرة على… تورطه في الجدل الدائر حول التجديد لعون، ويفضل البقاء بين المراقبين ليتمكن من ذلك كلمتهم في الوقت المناسب لأن هذه هي الكلمة الأخيرة، خصوصاً إذا رد بشكل جماعي على المعارضة بالدعوة إلى جلسة يُترك فيها الموقف على التمديد.

لذلك، يبدو حتى الآن أنه لا توجد مشكلة في تعيين رئيس أركان جديد، ومن المرجح أن يقع الاختيار على العميد حسن عودة، باعتباره الأعلى بين الضباط الدروز، على أن يكون تعيينه مصحوباً تعيين اثنين من مسؤولي الإدارة والتفتيش العام، بما يسمح للمجلس العسكري باستئناف اجتماعاته.

فهل يكون تعيين رئيس للأركان بديلاً عن تمديد ولاية العماد عون أو تعيين خلف له لقيادة المؤسسة العسكرية؟ لأن مجرد صدور سلسلة تعيينات عسكرية من قبل مجلس الوزراء يبطل إصرار باسيل على رفض تعيين قائد الجيش في غياب رئيس الجمهورية.

كيف سيكون رد فعل الشارع المسيحي على تعيين درزي على رأس المؤسسة العسكرية، وشيعي على رأس حاكم مصرف لبنان، إضافة إلى رئيس الحكومة المؤقتة نجيب ميقاتي على رأس القيادة الإجرائية؟ هل أنتم متفائلون بأن الفراغ الرئاسي لن يدوم طويلاً؟ وهذا يكمن في دعوة جنبلاط الأب. لتمديد العماد عون لقطع الطريق على توجه البعض لركوب موجات التحريض الطائفي.

ويؤدي توسع العماد عون إلى توترات سياسية تشارك فيها دول المنطقة، ليبقى تحت سقف لعبة الشد والجذب بين مؤيديه ومعارضيه، إلى أن تبادر المعارضة إلى توحيد كلمتها من خلال إعداد مشروع قانون بديل للاقتراح المقدم من قبل كتلة «حزب القوة»، ويحظى بدعم برلماني أوسع لا يقتصر على المعارضة و«التجمع الديمقراطي».

source : aawsat.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *