طه حسين وشباب الثقافة.. علاقته بالأجيال التالية ولقاؤه التليفزيوني مع الكتّاب


بقلم عبد الرحمن حبيب

السبت 28 أكتوبر 2024 الساعة 9:00 صباحًا

لم ينعزل طه حسين عن عالمه قط. ورغم حرمانه من نعمة البصر، إلا أن الرجل كان مسلحًا بالبصيرة، لدرجة أنه اعتبرها نوره الذي أضاء الطريق أمامه، وذلك النور الذي أضاء له طريقه إلى الدنيا. فكرة التواصل مع الكتاب الجدد وكذلك مع أهل عصره. ولم ينعزل عن الحياة، بل اتخذ من كونه أعمى وسيلة للعيش في عالم التفكير. بل كان مهتماً بلقاء الكتاب الشباب ويريد التواصل معهم.

ومن ذلك اللقاء الشهير الذي جمعه بعدد من الكتاب منهم نجيب محفوظ وأنيس منصور ومحمود أمين العالم وكامل الزهيري وغيرهم من نخبة المثقفين والمفكرين الكبار، وخلال ذلك اللقاء الذي نقل تلفزيونيا وما زال يبث حاضرا اليوم في مكتبة ماسبيرو، حيث أظهر معرفته الكبيرة بالثقافة الغربية وعالم الروايات. وعندما سأله نجيب محفوظ عن الكاتبين جان بول سارتر وألبير كامو، قال إن الفرق بين الكاتبين هو أن الأول يكتب كتابة واقعية، أما الثاني يميل إلى الكتابة بشكل فلسفي، ويصف ما يكتبه كامو بالثرثرة ويعطي بشجاعة رأيه في كاتب حائز على جائزة نوبل، لكن قيمة ما قاله هو فهمه العميق. وبعد كتابته لكلا الكاتبين، أعرب عن انحيازه لكتابات سارتر واعتبرها واقعية.

وتخللت المقابلة التليفزيونية، التي أدارتها المذيعة ليلى رستم، حوار حول قضايا مهمة كاللغة العربية ومدى الاستفادة منها في الحياة والأدب. للأديب الكبير الراحل يوسف السباعي: “لا تخف، فلا أحد يستطيع أن يتهمك بالشيوعية، لا أنت ولا الكثير من إخواننا الذين يتحدثون بشكل غير رسمي بحت، وأحياناً مزيج من غير الرسمي والكلاسيكي، لأنك تكتب باللغة خليط من لهجتين في معظم الكتب.

وسأله كامل الزهيري عن مدى الفرق بين اللهجتين، فأجابه طه حسين قائلا إنه ليس فرقا على الإطلاق، لأن اللغة العربية الفصحى هي السبيل الوحيد لتحقيق الوحدة بين الدول العربية..

وفيما يتعلق بمسألة الالتزام الأخلاقي، قال إن الالتزام لا يعني معارضة الحرية، بل الالتزام بالحرية والتفكير السليم..

فسأله كامل الزهيري: “كان لدي شعور بأنك تدافع عن المذهب الديكارتي وأنك استقيت من هذا المنهج العقلي وطبقت هذا المنجم في مجالات كثيرة. فما علاقتك بهذا المنهج؟ وهنا قال طه حسين: يا عمري”. العلاقة مع هذا.” والمذهب هو أنني قرأت كتب ديكارت ودرست فلسفة ديكارت على أفضل الأساتذة في جامعة السوربون. خلال دراستي هناك كنت مقتنعا بلا شك بهذا النهج.

وتابع قائلاً: الإنسان يخطئ حتى عندما يتبع المنهج العقلاني.

وتساءل نجيب محفوظ عن القصة الفلسفية وأبدى رأيه بأن الرواية الفلسفية لا تنبض بنفس حرارة الرواية الفلسفية..







source : m.youm7.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *