تداعيات حرب غزة… «إم تي في» تلغي احتفال توزيع جوائز الموسيقى الأوروبية

كريستا ماريا أبو عقل: أشم بصوت فيروز رائحة شبابي وتراب لبنان

وعندما سمع كورناي، عضو لجنة تحكيم البرنامج الكندي “لا فوا” (The Voice)، صوتها، أكد: “اليوم نشهد ولادة نجم”. خطفت اللبنانية كريستا ماريا أبو عقل أنظار مشاهدي البرنامج، خاصة من مجتمع بلدها، وحصلت في الدور ربع النهائي على أعلى نسبة تصويت في تاريخه، 74 بالمئة.

لقد فشلت في الوصول إلى النهائيات، لكن الحظ ابتسم لها عندما أمسك كورناي بيدها وقبلها في شركة الإنتاج الخاصة به. وأطلقت معه منذ أيام أغنيتها الأولى بعنوان «أمس وغداً (Hier et Demain)»، لتنطلق بنفسها إلى عالم الشهرة الذي حلمت به منذ الصغر، وتعمل على إعداد الأغاني لإصدارها تباعاً.

وتقول والدتها جاكلين جابر إنها وزوجها لاحظا موهبة كريستا عندما كانت في السادسة من عمرها. وتابعت لـ«الشرق الأوسط»: «دعمناها وشقيقها الأصغر بكل ما أوتينا من قوة. ذهبت إلى المعهد الموسيقي الوطني وصقلت موهبتها.

كريستا ماريا أبو عقل تحلم بالتواجد على المسرح العالمي (الشرق الأوسط)

أما كريستا ماريا فتتذكر: “منذ تلك اللحظة بدأت العزف على البيانو وخضت برامج الهواة في لبنان”. واستمرت في هذا النوع من الأداء حتى غادرت وطنها مع عائلتها وذهبت إلى كندا، حيث «كان كل شيء جديداً، فدخلت عالماً مختلفاً عن عالمي، لكنني قررت مواصلة مسيرتي الفنية وذهبت إلى الجامعة لأدرس». دراسة الموسيقى.”

طلبت منها والدتها دائمًا المشاركة في برنامج تلفزيوني للهواة. وتتابع: «في ذلك الوقت كانوا يعدون المواهب للنسخة الكندية من برنامج (ستار أكاديمي)، لكنني انتظرت لأن القواعد لم تعجبني. وبإصرار والدتي تقدمت بطلب، لكنهم لم يتواصلوا معي. وبعد حوالي عام تلقيت اتصالاً منهم للانضمام إلى البرنامج الكندي (La Voix) كونه تابع لنفس شركة الإنتاج (Star Academy).

مع المغني قرني الذي تبنى موهبتها (الشرق الأوسط)

لقد انقلبت حياتها رأساً على عقب منذ أن بدأت البرنامج. وصلت إلى الدور نصف النهائي وحققت نجاحاً هائلاً: «غنيت (لبيروت)؛ لأنني أردت التأكيد على هويتي اللبنانية. كما قمت بأداء (نسيم الهوى) ومزجتها مع أغنية (إنريكو ماسياس) (تركت بلدي) (j’ai Quitte mon pays). قدمتها بأسلوب شرقي، حيث مزجت بين الآلات الموسيقية الغربية والشرقية. في الحلقة الأخيرة غنيت (D’amour ou d’amitie) لسيلين ديون. “كانت النغمة الشرقية حاضرة أيضًا عند استخدام آلة الدربكة الإيقاعية.”

كريستا ماريا أبو عقل خلال إحدى عروضها في برنامج «لافوا» الكندي (الشرق الأوسط)

فشل أبو عقل في الوصول إلى نهائي “La Voix” لم يمنعها من مواصلة مشوارها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «التجربة كانت غنية وتعلمت منها الكثير، ولا أنكر أنني حزنت على الرحيل، لكني كنت سعيدة لاستكمال التوزيع الموسيقي للأغاني التي قدمتها».

ومن خلال مشاركتها في فريق كورناي التدريبي ضمن البرنامج، اكتسبت الكثير من الخبرة: “لقد علمني أن أتبع قلبي، ومنحني الكثير من الثقة بنفسي. “أعلم الآن أنني صانع القرار في مسيرتي المهنية.”

وتتحدث أبو عقل في أغنيتها “هير وديمين” التي أطلقتها مؤخراً، عن تجربة مرت بها: “أردت أن أبدأ عملاً يمسني ويعني لي”. الأمس هو ذكرياتي وطفولتي ولبنان. وغدا كندا؛ مسكني الجديد. “سأبقى مخلصاً لوطني حتى لو كنت أعيش في عالم وثقافة مختلفة.”

كريستا ماريا أبو عقل تعزف وتغني وتكتب أغانيها (الشرق الأوسط)

منذ صغرها، استمعت إلى أغاني فيروز أثناء استعدادها للذهاب إلى المدرسة. بالاضافة الى اغاني انريكو ماسياس. يذكرها الاثنان بلحظات جميلة من حياة والديها في لبنان. ماذا يعني لك صوت فيروز؟ تجيب: «معه يختفي عصبيتي وقلقي وأشعر بالراحة». إنها طفولتي التي أحب أن أفكر فيها مرة أخرى. يتبادر إلى ذهني دفء لبنان وحياتي هناك.

كما أنها تستمع إلى مطربين أجانب: “كنت أنام على أصوات خوليو إغليسياس وفيروز وإنريكو ماسياس. في سنوات مراهقتي اتجهت إلى موسيقى البوب. “أستمع إلى موسيقى الجاز كثيرًا وأدرسها حاليًا.”

عائلتها الصغيرة هي المعجب الأول بها (الشرق الأوسط)

أحلام الشابة اللبنانية البالغة من العمر 21 عاماً كبيرة. ومن بينهم على مسرح كبير: «أتخيل أنني على مسرح عالمي والجمهور لبناني ومن جنسيات مختلفة يغني أغنياتي. كتبت ولحنت وغنيت أغانٍ تدعو إلى الوحدة وتجمعنا تحت رايتها. “أتمنى أن أقف على خشبة المسرح في بلدي وأغني لهذا البلد ولعائلتي”.

وجه مشرق من لبنان كريستا ماريا أبو عقل؛ وستطلق قريباً أغنيات تحضّرها مع كورناي: «بعضها يدور حول الشباب والمراهقة والبحث عن الهوية المفقودة. ومن بينها قصص حب بأسلوب مبهج. “المهم بالنسبة لي في عملي هو التأكيد على الصدق والعفوية.”

source : aawsat.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *