حكايات من غزة.. طبيب فلسطيني يروى شهادات من مستشفى الأقصى: أطفال مصابون إصابات خطيرة.. محمود سعد: طاقتنا نفذت وأبكى كلما شاهدت صور الشهداء.. طفل مصاب بكسر فى عموده الفقرى يردد قبل استشهاده: نفسى أنام


بقلم: أحمد جمعة

الخميس 26 أكتوبر 2024 الساعة 1:37 مساءً

ويعاني قطاع غزة من انهيار القطاع الصحي والمستشفيات بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم وقصف منازل المدنيين. المستشفيات غير قادرة على استيعاب المزيد من الجرحى والمصابين بسبب استنفاد الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للعمل. التدخلات الجراحية على المصابين.

ويتعرض الأطباء في قطاع غزة لضغط كبير مع تزايد العدوان الإسرائيلي ويعملون على مدار الساعة لعلاج الجرحى والمصابين، وتتزايد رعايتهم لعائلاتهم المهددة بالقصف في أي وقت، مع استمرار القصف العشوائي على المنازل. من الناس الآمنين.

«اليوم السابع» تحدثت مع أحد الأطباء الفلسطينيين د. محمود سعد الدين، طبيب التخدير في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، بعد طرده شمالاً من منزله مع آلاف الفلسطينيين. في بعض مناطق وسط وجنوب قطاع غزة.

وكانت لهجة الطبيب الفلسطيني مليئة بالحزن والأسى بسبب المشاهد والمآسي التي يشاهدها كل يوم في المستشفى الذي يمتلئ بآلاف المدنيين المتمددين على الأرض باحثين عن مأوى داخل أسوار المستشفى في ظل اشتداد حدة القصف الإسرائيلي. – تنفيذ هجمات على المناطق السكنية القريبة من المستشفيات لترويع المدنيين.

ونزح أكثر من مليون مدني فلسطيني من الشمال إلى المنطقة الوسطى والجنوب، مع تزايد الغارات الجوية الإسرائيلية ومطالبة المدنيين الفلسطينيين بالفرار جنوباً. ورغم ذلك استهدفت الطائرات الإسرائيلية تجمعات عشرات النازحين الفارين جنوبا. غزة.

وقال الطبيب الفلسطيني الذي يبدو منهكا، إنه شهد خمس حروب على غزة، لكن هذه الحرب على غزة مختلفة تماما، لأن ما يحركنا ويلمسنا هو مشاهد الأطفال المصابين الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ومشاهد الأشخاص المصابين إصابات قاتلة. نعمل على مدار الساعة دون أي راحة أو استراحة. لإنقاذ حياة مئات المصابين الذين يصلون إلى المستشفى،

ووصف الطبيب الفلسطيني ما يحدث بالكابوس الذي يأمل أن ينتهي قريبا، فالطبيب لديه عائلة وأطفال ويعيش في حالة خوف دائمة خوفا من استهداف عائلته من قبل الطائرات الإسرائيلية. تخيل أننا نعمل 24 ساعة يوميا، مما يعني أنه لا يوجد وقت للراحة أبدا لأننا نعمل بشكل مستمر.

ويتحدث الطبيب الفلسطيني عن أكثر الحالات التي أثرت عليه، وهي إنعاش طفل فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاماً، أصيب بجروح خطيرة في الأطراف السفلية والرأس والبطن، وتوقف قلبه. ينظر إليهم الطفل بنظرة مكسورة لأنه فقد جميع أفراد عائلته وهو الوحيد المتبقي. وأضافت العائلة التي تم إبادةها: تمر علينا مواقف صعبة ولحظات عصيبة وسط عجز تام عن إيقاف هذه المجازر والمذابح.

دكتور. وتابع محمود سعد الدين في حديثه: تخيل أنك مسؤول عن اتخاذ قرار في حياة شخص في حالة ميؤوس منها، والحالات كلها هكذا، ونحاول أن ننقذ قدر الإمكان ما نستطيع من الأطفال الذين تم القضاء على أسرهم بالكامل، وينظرون إلينا بنظرة الحزن والأسى.

ويواصل الطبيب الفلسطيني حديثه الذي يغلب عليه الحسرة، أنه كان يسكن في حي الرمال بمدينة غزة، وهو من أرقى الأحياء، إلا أن الهجوم الشامل على الحي أجبر السكان على الفرار إليه مناطق أخرى، خوفاً من الغارات الجوية العشوائية لطائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتابع: انتقلنا إلى الدير. البلح للعيش مع أحد أقاربنا. عائلتي كبيرة وتضم عائلتي، عائلة أخي، وكذلك أختي وأبناء عمومتي، كلنا تفرقنا، كل واحد في مكان واحد، نبحث عن مكان آمن.

ويعتبر حي الرمال من أرقى المناطق السكنية في غزة ويسكنه نخبة من المجتمع الفلسطيني في القطاع لوجود مؤسسات واعتبارية هامة. لقد تعمدت الطائرات الحربية الإسرائيلية محو هذا الحي، ويهاجر سكانه جنوباً.

وأكد الطبيب الفلسطيني أن المنطقة التي انتقلوا إليها في دير البلح هي أيضا غير آمنة، مع استمرار القصف العشوائي والعنيف وضجيج الطائرات بدون طيار المستمر طوال اليوم في غزة. المستشفى الذي يعمل فيه صغير بسبب طاقته الاستيعابية. تبلغ طاقته الاستيعابية 160 سريراً و8 أسرة تمريض و5 غرف عمليات، ورغم ذلك فإن المستشفى يتسع لثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية.

ويضيف الطبيب الفلسطيني: “تم إضافة عشرين سريراً للتمريض، وغرف العمليات الخمس تتسع لأضعاف العدد المخطط له. وأضيفت غرف الولادة إلى غرف العمليات لاستيعاب الأعداد الهائلة، ورغم ذلك لا نستطيع تحمل الرعب”. ” القصص الإنسانية المؤثرة والألم والانكسار الذي نراه.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، انهيار نظام الرعاية الصحية بشكل كامل بعد خروج أكثر من 60 مستشفى ومركزا صحيا عن الخدمة. ومن الممكن أن يتدهور الوضع بشكل كامل في حال نفاد الوقود، مما يتسبب في انهيار مستشفيات غزة بشكل كامل.

ويواصل الطبيب الفلسطيني وصف الوضع العام في المستشفى الذي يعمل فيه. وينام المدنيون الفلسطينيون في المستشفيات، كما نصبت عشرات الخيام أمام مبنى المستشفى للمرضى الذين يعانون من ظروف صحية غير مستقرة. نحن كأطباء مرهقون كبشر، وطاقتنا كطاقم طبي تنفد بسبب المجهود الخرافي والتعب والتوتر الذي نعيشه كل يوم.

وبعد انقطاع الاتصال بالطبيب الفلسطيني لمدة ساعة بسبب تقلبات الاتصالات في غزة، عاد ليخبرنا عن الحالات التي كان يستقبلها قبل انقطاع الاتصال، ومنها على سبيل المثال حالة طفل مصاب فقد كامل جسده جسم. وتضيف الأسرة: الحقيقة أنني كأب أشعر بالرعب والرعب لأن أطفالي هم أيضاً في خطر ومهددون بالتفجيرات.

وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة العدوان الإسرائيلي أكثر من 6000 شهيد، بينهم أكثر من 2500 طفل.

وأكد الطبيب الفلسطيني أنه حرص على تجنب وسائل التواصل الاجتماعي أثناء العدوان على غزة بسبب المشاهد الوحشية التي شاهدها، مضيفا: في كل مرة أفتح فيها الصور على منصات التواصل الاجتماعي أبدأ بالبكاء بشدة كالطفل الصغير… .اليوم تلقت زميلتنا خبر استشهاد شقيقها الوحيد فعادت إلى منزلها. زميل آخر في التخدير أصيب أطفاله في القصف، وأول أمس تلقى زميل لنا نبأ استشهاد ابنته، وهو اليوم على رأس عمله. تخيل معي المواقف القاتلة التي نتعرض لها كل يوم.

الاتصال مع د. ينقطع الاتصال مرة أخرى عن محمود ونتصل به مرة أخرى خوفا من تعرضه لبعض الإصابات، لكنه يجيب بأن طفلا وصل إلى المستشفى ويعاني من كسر في الجمجمة وكسر في عظمتي الفخذ، فضلا عن طفل مصاب في عدة أجزاء جسده في بطنه وكسر في العمود الفقري، مما يطلب الصلاة عليه. وأخيرًا يعود الاتصال بالطبيب الذي يبدو عليه البكاء وينهار: حاولنا إنقاذ الطفل من الموت، لكنه وقف وقال جملة أخيرة كلفتنا حياتنا كلها: دعني أنام بنفسي.


وخيم أمام مستشفى الأقصى


وأصيب طفل فلسطيني بجروح خطيرة


فتاة فلسطينية من غزة


عائلات فلسطينية مريضة تبحث عن مأوى في المستشفيات


إسرائيل ترتكب جرائم حرب


إصابات خطيرة بين الأطفال في غزة


أطفال غزة يموتون في المستشفيات







source : m.youm7.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *