“ترويض العقل الباطن: أسود ونمور وفرائس” لعمر وهيثم العقيلي | الثقافة

عمون – في هذا الكتاب يتحدث الشاب عمر العقيلي ود. وعرض هيثم العقيلي بعض القضايا المهمة والحيوية حول دور العقل الباطن في حياة الإنسان، وكيف يمكن لأي إنسان عاقل واعي أن يعيد برمجة عقله الباطن بحيث يحفز إفراز الهرمونات التي تعزز السعادة في حياة الإنسان.

عنوان الكتاب الذي صدر مؤخراً عن دار “آلان للنشر والتوزيع” في الأردن، يتألف من 96 صفحة متوسطة الحجم، ويلخص الفلسفة التي يقوم عليها الكتاب بأكمله: “الأسود والنمور والفريسة”. وعليك عزيزي القارئ أن تختار الأسلوب الذي تفضله، ويشرح المؤلفون معنى النظرية في الفصل الثالث من الكتاب، الذي اختاروا له عنوان الكتاب بأنفسهم: ‘الأسد يعمل من خلال فريق’. تراه هادئًا ومرتاحًا وواثقًا بنفسه وبقوته داخل الفريق، وعندما يريد شيئًا مثل الطعام أو الشراب تجده قويًا وشجاعًا وشجاعًا وحذرًا. يشارك الصيد مع شيوخ القطيع ويتقاسم الطعام مع شيوخ وأطفال المجموعة. (…) النمر حيوان قوي ولكنه وحيد؛ يصطاد وحده ويأكل وحده ويعيش وحده. إنه قوي وشجاع، لكن مثل قطاع الطرق يُسمح له بالقتل دون جوع وعدم المشاركة مع الآخرين، فحتى مع قوته ليس آمنًا لأنه إذا أصيب بأذى لن يجد من يساعده، لذلك على الرغم من قوته ستجده متهوراً وعدوانياً (…) الفريسة تعيش على الاستعداد للهروب أو المواجهة. أو تتجمد، لأنها في كل لحظة فريسة، وتراها تأكل وتشرب في خوف وحذر واستعداد دائم للهرب”، موضحا أن الأسد مثال على “كيفية عمل طريق المتعة والسعادة في ظل وجود الدوبامين ومستوى مناسب من السيروتونين الذي يتحكم وينظم عمل الدوبامين، وكيف يعمل الأوكسيتوسين على تقوية الروابط الاجتماعية وروابط الفريق.””، وأن النمر “يشبه وجود الدوبامين بمستويات منخفضة من السيروتونين، وهو ما تعطي القوة والدافع والرغبة والعدوانية، ولكن في أعماقها هناك شعور بعدم الأمان”، بينما الفريسة “تشبه طريق البقاء والهروب في اللاوعي الذي يضخ الأدرينالين والكورتيزول للهروب أو المواجهة. فإذا لم يفعل ذلك، تجمد، وانفصلت الروح عن الجسد.

ويؤكد الكتاب أن العقل الباطن يبدأ بكل ردود أفعاله من منطقة الشعور بالأمان، لأنه يترجم الشعور بالأمان الناتج عن العادة، ومن هنا يعيق أي محاولة لتغيير العقل الواعي، فيبدأ العقل الباطن بالسيطرة على العقل. “خلق العوائق لأنه الأمان في منطقة الراحة وأقوى عائق هو المماطلة أو التسويف.” وسيبدأ الصوت الداخلي للشخص بالقول: سنبدأ في اليوم التالي أو الأسبوع المقبل.

وهذا ما يفسر شعور الإنسان بأنه معارض للتغيير، وأن أي عمل غير روتيني يحتاج إلى جهد استثنائي للبدء في تنفيذه، وجهد مضاعف للاستمرار فيه. وظيفة تتطلب منك تغيير جدول نومك أو تقليل عدد الساعات التي ينامها الشخص، كما لو كان في حالة حرب. حقا مع طرف خارجي! «العقل الباطن لن يتوقف عن الانطفاء لأنه مبرمج على أن أي تغيير يشكل خطورة»، على حد تعبير المؤلفين.

من الأسلحة الأساسية التي يجب على الإنسان أن يستخدمها لمواجهة عقله الباطن، هي إيصال الشعور بالأمان والمتعة إليه، مع الأخذ في الاعتبار أن العقل الباطن لا يميز بين الحقيقة والخيال، ولذلك فإن أهم السلوكيات التي ينبغي على الإنسان أن يفعلها الفعل والاستمرار هو إثارة الشعور بالمتعة والرضا، وتكرار ذلك حتى يعتاد عليه العقل الباطن. ويبدأ حدوثه من خلال تحفيز الدماغ لإفراز هرموني الدوبامين والسيروتونين، وكما يشير المؤلفون: إن إعادة برمجة العقل الباطن غير ممكنة، ولكن ما يمكن فعله هو “ضبطه بحيث يميل التوازن نحو المتعة والنشاط والتحفيز”. والقوة الداخلية وزيادة الحقوق وتقوية الإرادة مما يؤدي بدوره إلى إضعاف مسار التوتر. والخوف والقلق والغضب والتهور”.

ومن الجدير بالذكر أن عمر هيثم العقيلي يدرس هندسة الحاسوب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية. يهتم ببرمجة الدماغ وعلاقتها ببرمجة الحاسوب، وكذلك تأثير برمجة الدماغ على تطوير الذات.

دكتور. هيثم العقيلي هو أستاذ طب الأعصاب وجراحة المخ والأعصاب، وعمل في الأردن والنرويج ودبي.

وأضاف الشاب عمر العقيلي أن ما دفعه للمشاركة في هذا الكتاب هو أن جيله من الشباب يواجه حاليا تحديات مختلفة، حيث يجد الشاب نفسه أمام مرحلة انتقالية وهو يخرج من يلبس عباءة الاعتماد على عائلته ليدخل إلى عالم الحياة معتمداً على نفسه، ويواجه التحدي. الأول هو انتشار البطالة، وأحيانا يحدث ذلك في ظل غياب الدعم الاجتماعي.

يهدف عمر العقيلي إلى تحفيز القوة الداخلية لجيله والقدرة على مواجهة التحديات وزيادة المثابرة من خلال إعادة البرمجة التي تعمق الأفكار الإيجابية والقدرة على الإيمان بالذات والنجاح.

source : www.ammonnews.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *