فى الطريق إلى معبر رفح – عماد الدين حسين


تم النشر بتاريخ: الأربعاء 1 نوفمبر 2024 – 8:45 مساءً | آخر تحديث: الأربعاء 1 نوفمبر 2024 – 8:45 مساءً

استقلت أمس الثلاثاء الساعة 8.30 صباحًا، طائرة عسكرية من مطار ألماظة العسكري، وبعد أقل من ساعة هبطت الطائرة في مطار العريش بمحافظة شمال سيناء. وكانت هناك طائرة أخرى وعدة حافلات تقل وفدا كبيرا يرافقه رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء والصحفيين والإعلاميين وممثلين وكبار الفنانين للإعلان عن إطلاق المرحلة الثانية من خطة تنمية سيناء.
انتقلنا من مطار العريش إلى المدينة، والملاحظة الأولى أن هناك ورشة عمل وإعادة إعمار كبرى تتم في هذا المطار، وعند اكتماله سيكون أحد أهم وأكبر المطارات في مصر والمنطقة. .
ويجري تطوير المطار المدني بشكل كبير، ويوجد بالقرب منه مطار عسكري، وهو يستقبل الآن عدة رحلات جوية، خاصة تلك التي تحمل مساعدات إنسانية لسكان غزة الذين تعرضوا لجريمة إبادة جماعية غير مسبوقة على يد الاحتلال الإسرائيلي. جيش. وذلك منذ ظهر يوم 7 أكتوبر من العام الماضي، في أعقاب عملية فيضان الأقصى صباح اليوم نفسه.
وتبلغ المسافة من مطار العريش إلى معبر رفح البري على الحدود مع قطاع غزة حوالي 45 كيلومترا، ويمر بمدينة الشيخ زويد التي تبعد عن المعبر الحدودي حوالي 7 كيلومترات.
ومن نوافذ الحافلة التي ركبنا فيها مجموعة من الكتاب والصحفيين والإعلاميين وممثلي الإعلام، أمكن مشاهدة عملية العمران والتنمية التي تشهدها مناطق شمال سيناء المختلفة.
ويجري حالياً تجهيز وتعبيد العديد من الطرق، كما يجري العمل على طرق أخرى. هناك محطات كهرباء ومحطات تحلية مياه وميناء بحري ضخم وكل ما يندرج تحت البنية التحتية.
وصلنا إلى مقر الكتيبة 101 وهي المسؤولة عن تأمين المنطقة، وبجانبه العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية، خاصة المحافظة وبعض المديريات والبنوك، بالإضافة إلى قيادة أمن سيناء.
وفي المؤتمر الموسع بمقر الكتيبة 101 د. وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، إطلاق المرحلة الثانية من عملية تنمية سيناء، موضحًا بالتفصيل كل ما بنته الدولة منذ عام 2014 وحتى الآن، وما تخطط لتنفيذه. في المرحلة الثانية في السنوات المقبلة، وسيبلغ هذا الاستثمار الجديد 400 مليار جنيه استرليني. لكن أهم تصريح أدلى به مدبولي في هذا المؤتمر هو أن مصر مستعدة للدفاع عن كل حبة رمل في سيناء، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بأرواح الملايين.
لقد كانت في هذا المؤتمر قضايا كثيرة مهمة، سأعود إليها لاحقاً إن شاء الله، منها النصر الحقيقي على الإرهاب، والعلاقة بين التنمية الحقيقية ومكافحة الإرهاب، والمواجهة مع المخططات الإسرائيلية التي أصبحت علنية.
انتقلنا من الكتيبة 101 إلى قرية الجورة، حيث التقى رئيس الوزراء بأعيان المنطقة، في الزاوية الصوفية بالشيخ خلف، تحت إشراف مجلس اتحاد شباب قبائل سيناء وبحضور المهندس ابراهيم العرجاني. وتحدثت العديد من الكلمات العاطفية، خاصة من الشيخ عرفات خضر ومحافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة.
تحدث معي أحد وجهاء سيناء مطولاً وقال إن الوفد الزائر هو الأكبر منذ عام 2013. في السابق كان يأتي وزير أو وزيران في مهمة معينة ويغادران، لكن هذه المرة يأتي وفد موسع يشمل فئات كثيرة من بما في ذلك الشعب المصري.
وقال الشيخ عرفات خضر: نحن مصريون، ووطننا مصر، ورابطنا وولاءنا لمصر، مستذكرا محاولات الاحتلال البريطاني عام 1916 والاحتلال الإسرائيلي عام 1968 لفصل سيناء عن مصر وفشلهما الذريع بسبب حرب. الولاء والتضامن لأهل سيناء.
غادرنا الجورة وتوجهنا إلى معبر رفح الحدودي. وعلى طول الطريق رأينا عشرات الحافلات والسيارات وعلى متنها شبان يرفعون الأعلام المصرية. ووضع البعض العلم الفلسطيني على سيارتهم وكتبوا: “إذا لم تتمكن من رفع الظلم، أخبر الجميع”.
وصلنا المعبر الحدودي وتحدث مدبولي للمرة الثالثة، مؤكدا الدعم المصري للشعب الفلسطيني في غزة ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وأن مصر مستمرة في إعادة إعمار وتنمية سيناء لأبنائها المصريين.
كما قال ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، إن مصر لن تكون وطنًا صناعيًا لأحد، وأنها لن تقبل أي ترحيل أو نقل لأي شقيق فلسطيني إلى الأراضي المصرية.
وشاهدنا شاحنات على جانب الطريق محملة بالمواد الإغاثية، فيما وصلت إلينا الأخبار عن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في مخيم جباليا، خلفت 400 شهيد وجريح.
عدنا إلى مطار العريش عبر الشيخ زويد، واستقلنا الطائرة عائدين إلى القاهرة في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً.
خلال الرحلة التي استغرقت عشر ساعات أدركت أن الطريق طويل والتحديات صعبة وكثيرة، لكن المهم أن الإرادة المصرية قوية، واعية لكل المؤامرات ومستعدة لها. وللحديث بقية.


source : www.shorouknews.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *