واكريم :”جلال الدين” مسار رحلة من التيه والضياع إلى الصفاء الروحي

نجلاء مزيان

أبدى الناقد المغربي عبد الكريم واكريم إعجابه بالعمل السينمائي المغربي “جلال الدين” للمخرج حسن بنجلون، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية خلال الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الوطني للسينما بطنجة.

وقال واكريم في تدوينة مطولة: “عُرض اليوم فيلم “جلال الدين” للمخرج المخضرم حسن بنجلون في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالمهرجان الوطني للسينما بطنجة”.

وتابع: “يتناول حسن بنجلون في فيلمه جلال الدين قصة رجل ثري تصاب زوجته التي يحبها بشدة بمرض عضال وتموت على إثره، ويتبنى الصوفية مذهبا”. والتي من خلالها ينقي نفسه من كل حقد وخسة، ويصبح محباً لجميع الناس، ويتصالح مع نفسه ومع العالم من حوله، وبالإضافة إلى هذه الحبكة الرئيسية، يحتوي الفيلم على مسارات فرعية أخرى، تتوج جميعها في فكرة التسامح وحب الآخرين والانفتاح على المختلفين دينياً وعرقياً وفكرياً”.

وأضاف: «من أهم مميزات فيلم جلال الدين أنه مستوحى من قصة منسوجة نراها تتطور على الشاشة دون فجوات أو فراغات أو إضافات أو حشوات. فيلم في الفيلم بنجلون ينقلنا ذهابًا وإيابًا بين حاضر الشخصية، فاختارت طريق الصوفية وماضيها، ما حدث فيها تسبب في التحول الجذري الذي حدث لها، لكن في الجزء الثاني الذي يبدأ بـ سواد على الشاشة وتاريخ يشير إلى مرور عشرين عامًا على ما رأيناه من قبل، نرى فيه نتائج وعواقب عمر من الترفيه قبل أن نتصالح مع أنفسنا.

وتابع: “يعرض لنا المخرج تصور الدين بشكله المتسامح الذي يشجع على حب الحياة وملذاتها. شيخ الطريقة الصوفية الذي يلجأ إليه جلال الدين بعد أزمته بسبب وفاة امرأته، يحث المرأة على ذلك”. التي تعمل في مطبخ الزاوية لتستمر في الغناء بصوتها الجميل، ولا نرى فيه إلا روح التسامح، منه سيرث جلال الدين المشيخة بعد وفاته، يسير على خطاه، وبتسامحه يستطيع لينتصر على الشر الذي يحيط به وبذريته”.

وقال واكريم: “يبدو أن حسن بنجلون بذل مجهودا استطاع من خلاله أن يتجاوز العديد من أفلامه السابقة ليصنع فيلما محترما يملك كل مقومات فيلم شعبي يمكن أن ينجح في شباك التذاكر، إذا كانت الأمور كذلك”. تخطئ . في تلك المسافة بين الفيلم الذي يسعى للتعبير عن الأفكار بشكل فني. محترم، وفي نفس الوقت يبدو أن المخرج يتطلع إلى شباك التذاكر والجمهور العام من خلال عدد من التوابل المعروفة بجذب شريحة واسعة من المشاهدين.

واختتم الناقد المغربي مداخلته قائلا: “أما بخصوص التشخيص في الفيلم فيمكن القول أن ياسين أحجام برع في تصوير شخصية جلال الدين، وأن أدائه هنا بدا ناضجا واكتملت الدورة التشخيصية. إلى جانب الممثلة التونسية فاطمة ناصر التي لعبت دور زوجة جلال الدين.

المجموع 6 آراء

0

6

هل أعجبك الموضوع؟


source : ar.hibapress.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *