الدولار الأسود” يتحرك صعودا قبل اجتماع “المركزي المصري

ويترقب المصريون اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري الخميس المقبل لبحث حالة أسعار الفائدة.

ورغم أهمية مناقشة موقف مستويات أسعار الفائدة في هذا الاجتماع، إلا أن الترقب يتجاوز هذا الموضوع، نحو احتمال حدوث تخفيض جديد في سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي (العائم).

شهدت الأيام القليلة الماضية شائعات وتكهنات على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتحول تدريجيا إلى توقعات تتنبأ باتخاذ الحكومة المصرية قرارا جديدا بـ”التعويم” مع تخفيض جديد في قيمة العملة المحلية.

الارتفاع المفاجئ للدولار الأمريكي

وما دعم الشائعات إلى حد التوقعات هو الارتفاع المفاجئ لسعر الدولار الأمريكي مقابل العملة المصرية في السوق الموازية (السوداء) خلال الأيام الأخيرة، لدرجة أن سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء تقريبا اقتربت من علامة الـ50 جنيها، قبل أن تهبط تدريجيا حتى تسجل رقما قياسيا.. ويبلغ سعر الصرف حاليا نحو 48 جنيها في السوق الموازية، بحسب ما أفاد به بعض المتعاملين على مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب محلات الصرافة، الذين تواصلت معهم إندبندنت. الجزيرة العربية.

علاوة على ذلك، يواجه الاقتصاد المصري أزمة خطيرة تتعلق بشح عائدات الدولار منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير 2024، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب في أدوات الدين السيادية المصرية (الأموال الساخنة) إلى الخروج باستثماراتهم. نحو الغرب مع تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي)، فقد رفعت السياسة النقدية الأمريكية أسعار الفائدة إلى مستويات مرتفعة لم تصل إليها منذ عام 2008، مما يجعلها أكثر جاذبية مقارنة بأسواق الدول الناشئة، بما في ذلك مصر.

ويتصدر مستوى أسعار الفائدة الأمريكية قائمة أسباب نقص العملة بالقاهرة. ومع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وانخفاض عائدات السياحة، كانت وتيرة تنفيذ برنامج الاكتتاب العام (حيث يتم إدراج الشركات المدرجة في سوق الأوراق المالية) بطيئة. الصرف)، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الصادرات المصرية.

وأدت هذه الأسباب إلى تفاقم مشاكل الديون في مصر، مما دفع وكالات التصنيف الائتماني إلى تغيير نظرتها للاقتصاد المصري. ومطلع الشهر الجاري، كان لدى مورجان ستانلي نظرة مستقبلية سلبية لديون مصر، وسط مخاوف بشأن الفجوة التمويلية في البلاد، وحالة من عدم اليقين بشأن الإصلاحات التي ستتم، والتي يتطلبها صندوق اتفاقية قرض صندوق النقد الدولي بقيمة ثلاثة مليارات دولار.

خفض بنك الاستثمار الأمريكي تصنيفه لسندات الحكومة المصرية من “محايد” إلى “غير مناسب” بسبب ما قال إنه سيشكل “مخاطر متزايدة” في الأشهر المقبلة.

الدين الخارجي يصل إلى 165.361 مليار دولار

وبحسب البيانات المتاحة، ارتفع الدين الخارجي لمصر إلى 165.361 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام الجاري، بنسبة زيادة 1.5%، أو ما يعادل 2.43 مليار دولار، مقارنة بالربع الأخير من عام 2024، حيث تداول عند 162.928 مليار دولار. . وفقا لإحصائيات البنك المركزي المصري.

وأشار البنك الأمريكي في تقرير حديث إلى أن متوسط ​​احتياجات مصر من التمويل الخارجي سيبلغ نحو 20 مليار دولار سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، في حين يقدر بنك جولدمان ساكس متوسط ​​التدفقات التمويلية الداخلية خلال نفس الفترة. لتصل إلى 18 مليار دولار سنويا، مما يؤدي إلى هذه الفجوة التمويلية.

ومنذ الربع الأول من العام الماضي حتى الآن، فقدت العملة المصرية نحو نصف قيمتها أمام الدولار، ويتعثر قرض صندوق النقد الدولي بسبب بطء وتيرة بيع أصول الدولة في مصر ودخول سعر صرف مرن. لأن تاريخ المراجعات المخطط لها غير معروف بعد. وسيتولى تنفيذه صندوق الإصلاحات المتفق عليه مع الحكومة المصرية.

ويدعم بنك التنمية الصيني القاهرة بمبلغ 957 مليون دولار

وتكثف القاهرة تحركاتها شرقا وغربا لتأمين النقد الأجنبي، وتوجهت هذه المرة نحو شرق آسيا بطرح سندات في السوقين اليابانية والصينية، وتارة أخرى بالاقتراض من بنك التنمية الصيني.

في غضون ذلك، أعلن بنك التنمية الصيني، ومقره بكين، في بيان له اليوم الثلاثاء، أنه قام بصرف سبعة مليارات يوان (956.61 مليون دولار) أمس الاثنين، وفقا لاتفاقية قرض مع البنك المركزي المصري، أوضح فيها البيان. أنها وقعت اتفاقية مع البنك المركزي المصري خلال المنتدى الثالث لمبادرة الحزام والطريق الذي عقد في بكين في وقت سابق من هذا الشهر.

اقرأ أكثر

يحتوي هذا القسم على المقالات ذات الصلة، الموضوعة في الحقل (العقد ذات الصلة)

يشار إلى أن مصر أصبحت أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا تصدر سندات “باندا” مستدامة في السوق المالية الصينية، بهدف تمويل مشروعات تبلغ قيمتها نحو 3.5 مليار يوان صيني، أي ما يعادل 500 مليون يورو. الدولار، الذي قالت وزارة المالية المصرية إنها تمكنت من الحصول على أسعار منخفضة للسندات بعائد 3.5 بالمئة سنويا لمدة ثلاث سنوات، ما يجعلها أكثر تميزا مقارنة بأسعار فائدة إصدارات السندات الدولارية العالمية، في ضوء من التحديات الاقتصادية العالمية.

وعلى مستوى أسعار الفائدة، تشير التوقعات إلى أن البنك المركزي المصري سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير بين عشية وضحاها خلال اجتماعه للسياسة النقدية مساء الجمعة المقبل، في وقت تسعى فيه الحكومة إلى تحقيق حالة من الاستقرار قبل الانتخابات الرئاسية المقررة. لشهر كانون الأول (ديسمبر) الحرب الدائرة في غزة.

استقرار أسعار الفائدة والعملات

في غضون ذلك، أظهر متوسط ​​توقعات 16 محللا استطلعت رويترز آراءهم أن البنك المركزي سيبقي أسعار الفائدة ثابتة على الودائع عند 19.25 بالمئة وأسعار الإقراض عند 20.25 بالمئة في الاجتماع الدوري للجنة السياسة النقدية، بينما توقع ثلاثة محللين أن يرفع البنك أسعار الفائدة. بنسبة 100% نقطة أساس.

رسميًا، أبقى البنك المركزي المصري سعر العملة ثابتًا عند 30.95 للدولار منذ مارس 2024، مع رفع سعر الليلة الواحدة بمقدار 100 نقطة أساس فقط، على الرغم من ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 بالمائة في سبتمبر.

من جانبها توقعت كارلا سليم من بنك ستاندرد تشارترد أن يمتنع البنك المركزي المصري مؤقتا عن تعديل أسعار الصرف وأسعار الفائدة لحين الانتهاء من برنامج صندوق النقد الدولي.
يشار إلى أنه بموجب حزمة مساعدات مالية بقيمة 3 مليارات دولار أبرمتها القاهرة مع صندوق النقد الدولي في ديسمبر 2024، وافقت مصر على السماح بتعويم عملتها المحلية وبيع أصول الدولة لخفض عجز ميزانيتها وميزان المعاملات الجارية. المعاملات، ولا يزال التقدم في كلا المجالين بطيئا.
وكان من المقرر أن يدفع صندوق النقد الدولي شريحتين سنويا على مدى 46 شهرا، لكنه أرجأ شريحة يونيو وسط تقارير تفيد بأن البلاد غير راضية عن التقدم الذي أحرزته مصر.
ويعتقد العديد من المحللين أن مصر ستنتظر إلى ما بعد الانتخابات قبل أن تخفض قيمة عملتها، التي يتم تداولها حاليا في السوق السوداء عند حوالي 48 جنيها للدولار، ومن المرجح أن تحاول زيادة حجم حزمة صندوق النقد الدولي.

من جانبها، قالت المحللة الاقتصادية في بنك أبوظبي التجاري، مونيكا مالك: «نتوقع أن نشهد زيادة كبيرة في أسعار الفائدة وقت تخفيض قيمة العملة المقبل بعد الانتخابات الرئاسية». نتوقع في هذه المرحلة التركيز على تخفيف الضغط على العائلات”.


source : www.independentarabia.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *