مهندس معماري عالمي لتصميم معهد الواحة الثقافية الزراعي في العلا

كلوديا مارشيليان لـ«الشرق الأوسط»: من العار أن تغمر الدراما التركية شاشات تلفزيوننا

تخوض الكاتبة الدرامية اللبنانية كلوديا مارشيليان تجربة جديدة في مسيرتها الفنية، من خلال مساهمتها في تقديم ورشة عمل خاصة بالكتابة تنظمها «أكاديمية النمو» التي تنظم حالياً مبادرة لتشجيع المواهب الفنية والإعلامية، واختارت أسماء الكتاب. والمخرجين ونجوم الإعلام والممثلين للمشاركة في هذه التجربة.

تم اختيار الكاتبة كلوديا مارشيليان لتدريس ورشة عمل حول الكتابة الدرامية لأنها سبق أن عرضت عليها نفس المهمة في الجامعات اللبنانية ورفضت.

وتعرب عن سعادتها بهذه الخطوة اليوم، وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «عندما سمعت أن الطلاب الذين سأشاركهم هذه التجربة لديهم شغف بالكتابة، وافقت سريعاً. ومنهم أشخاص يعملون في مجالات الطب والقانون ورجال الأعمال، وفي المقابل لديهم هواية الكتابة التي يريدون تطويرها وإتقانها”.

وتقول مارسيليان إنها أتمت ورشة العمل الأولى بنجاح، وكان الجميع سعداء بما تعلموه. وتتابع: “لم يكن الطلاب وحدهم هم الذين كانوا سعداء بهذه الورشة. لقد عرّفتني الفصول التي أشرفت عليها على أشياء كثيرة لم أكن أعرفها في أعماقي. لقد تعلمت مدى شغفي بعملي وكيف طورت أسلوبي في الكتابة على طول الطريق. لقد كنت فخورًا مرة أخرى بما أفعله وأقدر كل المراحل التي مررت بها.

تستفزها كثافة عروض الدراما التركية على القنوات المحلية (كلوديا مارشيليان)

أما الدفعة الأولى التي أشرفت عليها فقد بلغ عددها نحو 45 شخصاً «بينهم ربات البيوت وموظفو السفارات. ويعمل بعضهم أيضًا في مجال الترجمة الشفوية. أدى هذا التنوع إلى تحسين الصفوف وإضافة اللمعان. ومن بين الطلاب أشخاص معروفون على المستوى العام ومنهم الممثل جيري غزال الذي شارك معي في الجلسة الأولى من الورشة وأسر أنه يستمتع بتعلم أساسيات الكتابة من أجل المعرفة. وأوضح لي آخرون أنه جعله تحت باب الحشرات.

أما الجلسة الثانية فقد ضمت طلاباً جامعيين أيضاً: “أرادوا معرفة حقيقة شغفهم بالكتابة بشكل عام. لقد تعلموا كيفية وضع أفكارهم على الورق. كما تعلموا عناصر مهمة في طريقة كتابة القصة والسيناريو والحوار والمشهد المحدد وحبكة النص.

يقول مارسيليان إن ما يتعلمه الطلاب في هذه الدورات يمكن أن يقودهم إلى العديد من الإنجازات الفنية. ويدخل فن الكتابة إلى عالم السينما والتلفزيون والروايات، وتوضح: «لكي أعلمهم كيفية كتابة وصياغة النص، عليّ أن أحكي لهم عن تجاربي وطبيعة كتابة المسلسلات. ليس لدي أي نية للحفاظ على أسرار مهنتي. العالم يتسع للجميع، وهناك أماكن كثيرة فارغة تنتظر من يشغلها.”

ويقول مارسيليان إن هذه الدورات تأسر خيال الشخص الذي يرغب في المشاركة فيها. قد يستخدم بعض الأشخاص جوجل لتعلم تقنيات الكتابة، لكن الممارسة تضفي على الأشياء لمسة خاصة لأنها تأتي من واقع الكتابة بقلمهم على الورق. “أذكر أنني طلبت منهم في أحد الصفوف أن يكتبوا مشهداً مدته ثلاث دقائق. لقد كانوا متحمسين للغاية وقمنا معًا بتعديل النصوص وتبادل الأفكار. إنها تجربة ممتعة تعني الكثير بالنسبة لي وللطلاب وأصحاب الأكاديمية التي تنظم ورش العمل.

ويؤكد مارسيليان أنه لا فوائد مالية أو مهنية وراء هذه التجربة: “إنها مجرد فكرة تخلق جيلا جديدا من الكتاب يحتاجه المشهد اليوم”. ويجب أن يكونوا حاضرين لعرض أفكارهم الجديدة. واليوم نحن بحاجة ماسة إلى قوة دافعة أخرى في هذا المجال”.

من جهة أخرى، يكتب مارسيليان سيناريو مع الممثلة كارين رزق الله: «هو مسلسل درامي مكون من 30 حلقة سيعرض على قناة (LBCI) اللبنانية. إنه جاهز وقريباً ستبدأ الاستعدادات لعملية اختيار الممثلين والمخرج. إنه يحكي عن وضعنا الحالي في لبنان والفترة التي نعيشها اليوم”.

تعاونت مع كارين رزق الله في كتابة مسلسل ستعرضه قناة الـLBCI (كلوديا مارشيليان).

لأول مرة، يشارك مارسيليان الكتابة مع زميل له. ترى العديد من الجوانب الإيجابية لورش الكتابة. “ما نقوم به أنا وكارين ليس ورشة عمل للكتابة. لقد شاركنا في كتابة قصص المسلسل وليس أكثر. لقد نفذناها بشكل جميل وقد أخذنا هذا الثنائي إلى آفاق أعلى.” وعن ورش الكتابة التي لاقت رواجاً بين شركات الإنتاج مؤخراً، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «أتفق معها، شرط أن تكون مبنية على أقلام جيدة وعقلية كتابية ناجحة، أما اليوم فبإمكان طلاب الورشة أن يقدموا لي أفكاراً محددة». “لماذا لا؟ إذا كان جديدا ويشجع على الابتكار. “

وما يستفزها اليوم هو اكتظاظ عروض الدراما التركية على القنوات اللبنانية، برأيها، «وهو أمر مخزي، وأعتبره استهتاراً بالمشاهد اللبناني». هل من الطبيعي أن نرى على شاشاتنا الأعمال التركية فقط؟ أتفهم تماماً سبب إقبال المحطات عليه، وهو غياب صناعة الدراما المحلية؛ الإعلانات التجارية لا تحقق عوائد والميزانيات المالية آخذة في التناقص. للأسف بلادنا مفلسة بكل قطاعاتها. لكن علينا أن نبحث عما يجعل من الأسهل خلق الدراما المحلية”. وتختتم: “يجب تنفيذ هذه الصناعة بالعناصر التقنية اللازمة وضمن عملية إنتاج مناسبة. لكن إذا قبل البعض بسعر واحد على الأقل، فمن الأفضل عدم الاقتراب منه، لأنه سيضرنا”.

source : aawsat.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *