مقتل 65 وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي على غزة

يواجه المرضى في غزة حربًا جديدة على رأسها الحرب الإسرائيلية، حيث تواجه الشابة أفنان حبوب، من سكان حي الدرج بمدينة غزة، الموت مرتين أسبوعيًا عندما يتم نقل والدتها سميرة إلى قسم غسيل الكلى. عنبر مستشفى الشفاء ذهاباً وإياباً تحت القصف المتواصل، وأعداد المرضى تتضاعف معاناتها في المستشفى المزدحم لدرجة أنه لم يعد قادراً على علاج وإنقاذ الجرحى.

بعد إغلاق مكاتب النقل العام وعدم قدرة سيارات الإسعاف على تلبية احتياجات المرضى العاديين، تقود حبوب سيارة إحدى أقاربها إلى المستشفى وتشرح كيف تقضي هي ووالدتها طوال الطريق في تلاوة الشهادة، بينما يرتفع مستوى الخوف. مع كل سرقة وانفجار وصوت.

وتفاقمت معاناة حبوب، إلى جانب آلاف المرضى الآخرين في غزة، بعد توقف العديد من الخدمات الطبية بشكل عام، في المستشفيات والصيدليات والعيادات، بسبب الانشغال غير المسبوق بعلاج مصابي القصف الإسرائيلي، وهو الوضع الذي أعطى تسمح وزارة الصحة في غزة لأي موظف يحمل شهادة طبية أو تمريضية بمواصلة العمل وتقديم المساعدة، حتى دون أن يكون مزاولاً للمهنة.

مرضى يخضعون لغسيل الكلى في أحد مستشفيات خان يونس جنوب قطاع غزة (أ ف ب)

سيارات نقل مرضى الكلى

وحتى وقت قريب، كانت وزارة الصحة في غزة، وبدعم من مؤسسات عربية ودولية، توفر في كثير من الأحيان مركبات لنقل مرضى الكلى إلى المستشفيات لغسيل الكلى، مرتين في الأسبوع لكل مريض، لكن كل ذلك توقف الآن، مما اضطر المرضى إلى أسرهم. للبحث عن بدائل أخرى صعبة، مع الغياب شبه الكامل لوسائل النقل العام.

وقال حبوب لـ«الشرق الأوسط»: «علينا أن نذهب مبكراً ونعود قبل حلول الظلام. إنها معاناة معقدة، ورحلة شاقة عبر حقل ألغام. نقول وداعًا للعائلة في كل مرة وكأننا لن نعود أبدًا. لكن لا يمكننا فعل أي شيء حيال ذلك، لأنه ليس من الممكن ألا نذهب. “مجرد وصولنا إلى مستشفى الشفاء يبدو وكأن حياة جديدة قد كتبت لنا، وعودتنا إلى المنزل هي بداية حياة جديدة.”

لكن معاناة مرضى الكلى لا تنتهي بمجرد وصولهم إلى المستشفى، فالجميع هنا منشغلون بنقل المصابين وعلاجهم، وهو الوضع الذي يجعل الوصول إلى ممرضة صعبا ويجعل الوقت طويلا للغاية. وقال حبوب: “لا نجدهم ونجد صعوبة في العثور عليهم، وعندما نجدهم نخجل منهم ومن الجرحى”. وتعاني مستشفيات غزة من نسبة إشغال تزيد عن 150% من طاقتها الاستيعابية، ونقص حاد في الطاقم الطبي، الذي استنزفته الحرب الإسرائيلية.

لجأ النازحون الفلسطينيون إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة وسط مخاوف من الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ ف ب)

تتحول العيادات إلى ملاجئ

بيل واحدة من آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، وإذا وجدته رغم كل هذه الصعوبات، فلن يجده الآخرون.

في الأيام الأولى للحرب، تلقت النازحة ميرفت الحاج من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة أدوية السكري وضغط الدم من فرق الأونروا التي وصلت إلى منازل المسنين بهدف رعاية المسنين. لهم، ولكن في وقت لاحق تم إغلاق العيادات وتم تحويل بعضها إلى ملاجئ للنازحين. بدأت تبحث عن الدواء في كل مكان، في كل صيدلية مفتوحة، عند كل صيدلي، عند كل طبيب، في كل جار.

وبعد أن اضطرت الحاج (57 عاما) للنزوح من جباليا شمال قطاع غزة إلى النصيرات وسط القطاع، اضطرت لشراء بعض الأدوية البديلة، إلا أن الدواء ليس متوفرا دائما وسعره مرتفع عالي. كما أنها ليست متاحة دائما. وقال الحاج لـ«الشرق الأوسط»: «الأونروا لا تملك الدواء دائماً. مرض السكري وضغط الدم موجودان دائمًا (قيم عالية)، وأحيانًا أتناول الدواء في يوم ما وليس في اليوم التالي.

وبينما تقول الأونروا إن طواقمها تعاني في ظروف صعبة ولا تستطيع تلبية كافة احتياجات اللاجئين في قطاع غزة، وخاصة المهجرين لإيواء المدارس، يتهم المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحكومة حماس الوكالة الأممية بالتهرب من المسؤوليات وإغلاق المراكز الطبية. العيادات التي تشرف عليها.

إصابة أطفال في مستشفى الشفاء بغزة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (أ ف ب)

المسكنات بدلا من الطبيب

وتابعت «الشرق الأوسط» أن العديد من المرضى يلجأون إلى تناول المسكنات في الحالات التي تتطلب زيارة الطبيب، إلا أن ذلك أصبح في غزة نوعاً من الرفاهية. وقال مواطنون إنه وسط كل هذه الوفيات، لم يعودوا يشعرون بالقلق بشأن أمراضهم المعتادة، مثل الالتهابات والحمى والأنفلونزا والربو، ولن يخاطروا بالذهاب إلى المستشفيات المكتظة. لكن مرضى غسيل الكلى ومرضى السرطان وغيرهم من المرضى المصابين بأمراض خطيرة لا يمكنهم الانتظار.

أعلنت وزارة الصحة أن مستشفى الصداقة التركي، المستشفى الوحيد لمرضى السرطان في قطاع غزة، تعرض لأضرار بعد استهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي. دكتور. وقال صبحي سكيك، مدير عام المستشفى، عبر صفحته على فيسبوك: “حالة من الذعر أصابت مرضى السرطان والطاقم الطبي بعد هدم مستشفى الصداقة التركي الوحيد لمرضى السرطان في قطاع غزة، وإحداث حالات مرضية خطيرة. وتسبب أضرارا نتيجة الهجمات المتكررة على البيئة”.

وأضاف: “الاحتلال لم يكتف فقط بزيادة المعاناة والألم الناجمين عن مرض السرطان وحرمانهم من الدواء والسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، بل عرّض حياتهم الآن للخطر أيضا من خلال استهداف بيئة المستشفى لهدفهم”.

وقبل ذلك، قصفت إسرائيل المستشفى المعمداني في غزة، مما أسفر عن مقتل 500 شخص، وقصفت أيضًا المنطقة المحيطة بالمستشفيات الأخرى، مطالبة بالإخلاء التام.

وقالت وزيرة الصحة مي كايلا، إنه لا يمكن إخلاء المستشفيات لأنها مليئة بالمرضى والجرحى، بالإضافة إلى آلاف النازحين الذين وجدوا ملاذاً آمناً في باحات المستشفيات. وبالإضافة إلى علاج آلاف المصابين وأمراض الكلى والسرطان، هناك أقسام لا تستطيع إغلاق أبوابها. مثل أجنحة الولادة والأطفال وغرف العناية المركزة.

جرحى فلسطينيون ممددون على الأرض في مستشفى الشفاء بغزة (EPA)

الخدمات الضرورية

وقالت دائرة العلاقات العامة بوزارة الصحة في غزة إنه تم التعامل مع مئات الحالات منذ بداية الحرب، وبعضها غير قابل للشفاء. وأكد أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط» أن المستشفيات التي لا تزال قادرة على العمل تقدم الخدمات الضرورية والعاجلة للمرضى، رغم تعاملها مع آلاف المصابين يومياً ورغم الحالات الحادة والخطيرة. نقص توافر المستلزمات الطبية.

وأضاف: “هناك مئات المرضى المعرضين لخطر الموت، بما في ذلك مرضى غسيل الكلى والأطفال حديثي الولادة والمرضى في وحدات الرعاية. لا يمكننا التوقف ولا يمكننا إخلاء المستشفيات”. وبدأت مستشفيات قطاع غزة رصد حالات الوباء في مراكز الرعاية الأولية بسبب نقص المياه والغذاء الصحي وتدمير البنية التحتية الصحية والطبية في قطاع غزة.

source : aawsat.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *