ارتفاع حصيلة الهجمات الإسرائيلية على غزة إلى 8306 قتلى

قتال “الكر والفر” في شمال غزة… ونتنياهو يعمق الغزو

اتسع نطاق القتال البري في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي من جهة وفصائل القسام من جهة أخرى، بأسلوب الكر والفر، واصطدم الطرفان بأكثر من محور في الشمال. وشرق قطاع غزة، فيما واصلت الطائرات قصف مناطق مختلفة في القطاع وردت “القسام” بقصف القدس وتل أبيب ومناطق التغطية.

خاض مقاتلو كتائب القسام مواجهات عنيفة مع تقدم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وصولا إلى شارع صلاح الدين (شرق)، وهو شارع رئيسي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه، للمرة الأولى الاثنين. . قبل أن ينسحب في وقت لاحق.

وبينما أعلنت إسرائيل عن إحراز تقدم في عمليتها البرية ومقتل نشطاء من حماس، قالت الحركة إنها أجبرت القوات الإسرائيلية على الانسحاب، وألحقت بها خسائر وأحبطت خطتها. من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي وسع نطاق وصوله إلى قطاع غزة “بخطوات مدروسة وقوية”، مؤكدا أنه يحقق تقدما.

لقطة من الجانب الإسرائيلي على حدود قطاع غزة تظهر الدخان المتصاعد خلال القصف الإسرائيلي (أ ف ب)

الافراج عن السجين

وجاء إعلان نتنياهو قبل وقت قصير من الإعلان عن أن الجيش تمكن من إطلاق سراح المجندة التي احتجزتها حماس خلال عملية برية. وقال بيان مشترك للجيش والشاباك إنهما أطلقا سراح جندية احتجزتها حماس خلال عملية برية في قطاع غزة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يوم الاثنين أن القوات واصلت وعمقت عمليتها البرية في غزة، باستخدام طائرات الهليكوبتر الحربية والطائرات الموجهة عن بعد، وقضت على الخلايا التي حاولت مهاجمة القوات. كما دمرت البنية التحتية “الإرهابية”، بما في ذلك مواقع مضادة للدبابات ومواقع إطلاق إضافية.

وأعلن هاجري أن قواته، بتوجيهات استخباراتية، تمكنت من اغتيال نشطاء بارزين في حماس، ومن بينهم قائد القوات البحرية في المعسكرات الوسطى جميل بابا، وقائد منظومة مكافحة الدروع في كتيبة التفاح محمد الصفدي. إلى جانب الناشط البارز في مجال أنظمة الصواريخ المضادة للدروع مؤمن حجازي ومسؤول أنظمة الإنتاج محمد عوض الله.

فرار الفلسطينيين بعد القصف الإسرائيلي على مدينة غزة (أ ف ب)

الدبابات في شارع صلاح الدين

ونشر الجيش الإسرائيلي صورا تظهر تقدم القوات الإسرائيلية في الأراضي الزراعية قبل أن يبث الفلسطينيون صورا لدبابات في شارع صلاح الدين تقطعه وتطلق قنبلة يدوية على سيارة، ما أدى إلى مقتل كل من كان بداخلها. وردا على سؤال أحد الصحفيين حول رؤية دبابات إسرائيلية على محور صلاح الدين، قال هاجري إنهم يسيرون بشكل تدريجي وفق الخطة ويرفضون التأكد من مواقع القوات الإسرائيلية في غزة حتى لو ظهرت مواد على وسائل التواصل الاجتماعي. .

لكن حماس أكدت أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من التقدم أكثر نحو المناطق السكنية القريبة، وأن كتائب القسام أجبرته لاحقا على الانسحاب.

وقال غازي حمد عضو المكتب السياسي لحركة حماس في مؤتمر صحفي إن الاحتلال الإسرائيلي فشل في اجتياحه البري ولم يتمكن من تحقيق أي إنجاز سياسي أو عسكري أو أمني خلال هذه الفترة. وأضاف حمد: أن كتائب القسام تمكنت من صد قوات الاحتلال في كافة الأماكن التي حاولت الدخول منها. وتمكنت من إلحاق خسائر فادحة بهم في الأفراد والمعدات”.

وأكدت كتائب القسام أن مقاتليها تصدوا للقوات الإسرائيلية الغازية واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة وقنابل “الياسين 105” شمال غرب غزة وشمال غرب بيت لاهيا، كما فاجأوا القوات الغازية شمال غرب بيت لاهيا بالصواريخ. . ورشاشات تحت غطاء أسلحة القناصة.

ونشرت القسام مقطع فيديو يظهر إصابات في مدرعات إسرائيلية، دون أن توضح ما إذا كانت تسببت بإصابات أم لا. إن محاولة التقدم نحو غزة، رغم أنها تعتمد على مبدأ الخطوة خطوة وليس على الغزو البري الشامل، قال هاغاري إنها تهدف إلى تحقيق شيئين: القضاء على حماس وإطلاق سراح الرهائن.

الأسيرات الإسرائيليات كما ظهرن في الفيديو الذي نشرته حركة حماس

فيديو الرهينة هو دعاية “نفسية قاسية”.

قضية الرهائن لها تأثير كبير على مسار المفاوضات والحرب، وكذلك على الحكومة الإسرائيلية وحماس.

وأحرجت حركة حماس الحكومة الإسرائيلية وضغطت عليها وعلى نتنياهو من خلال مقطع فيديو وسط القتال البري، نشرته يوم الاثنين، لثلاث أسيرات إسرائيليات تطالب نتنياهو بإطلاق سراحهن فورا.

واتهمت إحدى الأسيرات نتنياهو بالفشل، وقالت إنهن يتحملن إخفاقاته السياسية والأمنية والعسكرية والحكومية. وتوجهت لنتنياهو: “تريد أن تقتلنا، تريد أن تقتل الجميع، تريد أن يقتلنا الجيش”. ألا يكفي أنك ذبحت الجميع؟ ألا يكفي أنك قتلت مدنيين إسرائيليين أبرياء في 7 أكتوبر؟ أطلقوا سراحنا الآن. أطلقوا سراح مواطنيهم. أطلقوا سراح أسراهم (الفلسطينيين). اطلق سراحنا. دعونا نعود إلى عائلاتنا. . الان الان الان.

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو واصفا مقطع الفيديو بأنه دعاية “نفسية قاسية” من حماس. وقال نتنياهو في رسالة على منصة “إكس” إن إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري لإعادة الرهائن، مضيفا: “أخاطب إيلينا تروبانوف ودانييل ألوني ورامون كيرشت، الذين اختطفتهم حماس التي ترتكب جرائم حرب. أعانقكم، قلوبنا معكم ومع الخاطفين الآخرين”، مؤكداً: “نحن نبذل قصارى جهدنا لإعادة جميع المخطوفين والمفقودين إلى بلدانهم الأصلية”.

صورة التقطت من بلدة سديروت جنوب إسرائيل تظهر قنابل مضيئة أطلقتها القوات الإسرائيلية فوق قطاع غزة (د ب أ)

قصف لا يرحم

وتأتي هذه التطورات في وقت واصلت فيه إسرائيل قصف قطاع غزة بلا هوادة. أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة شهداء عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ارتفعت إلى 8260 شهيداً و21 ألف جريح. وبحسب التقرير الذي نشر يوم الاثنين، فإن 73% من الضحايا في قطاع غزة هم من الأطفال والنساء والمسنين.

وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها “حرب إبادة تفوق الوصف”. وأضاف اشتية في كلمته في افتتاح جلسة الحكومة برام الله اليوم الاثنين: “إن استشهاد آلاف الأطفال على يد الاحتلال وهم نائمين في أحضان أمهاتهم وآبائهم وبين أجدادهم وجداتهم يعكس مدى المأساة التي وصل إليها الاحتلال”. لقد بدأت حرب إجرامية يجب أن تتوقف فوراً”.

وأضاف: “أكثر من نصف الشهداء الذين ارتقوا في قطاع غزة هم من الأطفال والنساء، يرتجفون من الخوف والجوع في منازلهم، فيما الطائرات وقذائف الدبابات تتربص بمن بقي منهم حتى الآن، في انتظار اللحظة”. سينقض عليهم، وينتزعهم من أيدي آبائهم وأمهاتهم، ويهدم البيوت فوق رؤوسهم، ويحولها إلى مقابر جماعية».

وأكد اشتية أن مئة عائلة تم القضاء عليها حتى الآن، فيما لا يزال المئات، إن لم يكن الآلاف، محصورين تحت الأنقاض. وتابع: “المطلوب الآن هو وقف العدوان فوراً، والسماح بعلاج الجرحى لإنقاذ حياة الآلاف المهددين بالموت، وفتح ممرات إنسانية آمنة لتوفير الغذاء والدواء وإدخال المياه والوقود، ووضع حد للعدوان”. للتهجير القسري.”

source : aawsat.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *