غزة في أسبوع المياه بالقاهرة – عماد الدين حسين


تم النشر بتاريخ: الأحد 29 أكتوبر 2024 – 10:10 مساءً | آخر تحديث: الأحد 29 أكتوبر 2024 – 10:10 مساءً

حضرت صباح أمس الأحد الماضي افتتاح أسبوع القاهرة للمياه الذي يقام هذا العام تحت شعار “العمل على التكيف في قطاع المياه من أجل الاستدامة”.
وهذه هي الدورة السادسة للمنتدى الدولي الذي أصبح من أهم الفعاليات الدولية التي تناقش قضايا المياه، بحضور وزراء وخبراء من العديد من دول العالم.
ونحن نعلم جيداً أن مصر دخلت مرحلة شح المياه منذ سنوات، عندما انخفضت حصة مصر من المياه للفرد من ألف متر مكعب سنوياً إلى نحو النصف.
إننا ندرك تماما الأزمة الكبيرة والوجودية التي يمثلها سد النهضة الإثيوبي، الذي تصر أديس أبابا على مواصلة عملية بنائه وملؤه وتشغيله دون اتفاق قانوني وملزم مع مصر والسودان.
ونحن نعلم تأثير تغير المناخ على استنزاف المياه في أجزاء كثيرة من العالم، فضلا عن الجفاف وتأثيره على المحاصيل وحتى حياة الملايين من البشر.
ورغم كل ذلك، لم يكن من الممكن أن تستمر العديد من كلمات الضيوف دون التوقف عند مأساة قطاع غزة الذي يتعرض لجريمة الإبادة الجماعية تحت أنظار وتشجيع ودعم جزء من العالم الذي ينادي بالحرية. والمتقدمة، وصمت وعجز بقية دول العالم العاجزة عن ردع إسرائيل.
الضربة الأولية للمواقف الداعمة لشعب غزة خلال المؤتمر في وضعه الحالي كانت من فلوريكا فينك هوغر، مبعوثة الاتحاد الأوروبي، التي دخلت المؤتمر وهي ترتدي العلم الفلسطيني وبدأت كلمتها بعبارة: لا يمكن للحديث عن المياه بعيداً عن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب نقص المياه في غزة.
وقالت حجر إنها أم لديها أطفال وإخوة وتعرف ما يعانيه الفلسطينيون في غزة الآن لأنهم لا يستطيعون العثور على مياه للشرب أو للنظافة أو لأي من استخداماتها العديدة.
ولاقت كلمة الممثلة الأوروبية تصفيقا حادا من الجمهور، وهو ما ردده كل متحدث تضامن مع غزة أو انتقد العدوان الإسرائيلي السافر.
أما الكلمة الثانية فكانت من السفير سامح شكري وزير الخارجية الذي قال في نصها: “إن ما يتعرض له المدنيون في غزة وحرمانهم من حقهم في الحصول على المياه النظيفة هو عمل غير مسؤول وفقا لجميع القوانين والمواثيق الدولية. التي توضح حقوق المدنيين أثناء النزاعات المسلحة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة. نقص في المياه.’ أما الكلمة الثالثة فكانت للسفير أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، حيث قال: “نلتقي اليوم في القاهرة، وقلوبنا مع غزة الجريحة، التي ترتكب فيها إسرائيل مرة أخرى جريمة جديدة. إلى سجله الحافل بالجرائم والانتهاكات الممنهجة التي ارتكبها منذ النكبة عام 1948، رغبة منه في استكمال خطته لإسقاطه عن السلطة. إن سكان غزة المتضررين بالفعل، وهم اللاجئون، يضطرون إلى الهجرة مرة أخرى بسبب القصف العشوائي، والآن من خلال حرمانهم من أبسط حقوق الإنسان. وسيظهر التاريخ مرة أخرى أن إسرائيل تطبق بلا رحمة سياسة الأرض المحروقة من خلال مهاجمة محطات المياه والصرف الصحي والمستشفيات في غزة من الشمال إلى الجنوب بأسلحة التهجير القسري شديدة التدمير، في محاولة لتصفية قضيتهم على حساب حقوقهم وكرامتهم. على حساب دول الجوار.
وقال أبو الغيط: “إن الهجوم الأخير كشف آراء من يمارسون الكيل بمكيالين ويبررون جرائم الاعتداء على شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء التي ترتكبها إسرائيل دفاعا عن النفس، وهم يستنكرون نفس التصرفات في مواقف أخرى، وهي: نفس الازدواجية في قضية المياه عندما تطالب مصر بحقها في الحياة”. ويتحدثون عن حق إثيوبيا في التنمية. عندما تطلق الدول العربية مشاريع استراتيجية في قطاع المياه تنتقد آثارها المحتملة على البنية التحتية!!
أما الكلمة الرابعة والأهم حسب الترتيب الزمني، فقد ألقاها د. هاني سويلم وزير الري والموارد المائية، الذي دعا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء في كل مكان وخاصة في غزة.
وأشار سويلم إلى نقطة مهمة للغاية، وهي أن عواقب التغير المناخي على القارة الأفريقية بأكملها بلغت 5000 حالة وفاة لمدة عام كامل، في حين تسبب العدوان الإسرائيلي على غزة في مقتل أكثر من 7000 شهيد في ثلاثة أسابيع، ناهيك عن غياب الاحتياجات الضرورية من الماء والكهرباء والغذاء.
هذه أهم أربع كلمات سمعتها خلال حضوري الجلسة الافتتاحية لمؤتمر أسبوع القاهرة للمياه في الدورة السادسة، مما يعني أن جريمة العدوان الإسرائيلي على غزة بدأت تلقي بظلالها على كل التجمعات والتجمعات والفعاليات في غزة. قطاع . المنطقة بأكملها، وحتى في معظم أنحاء العالم.


source : www.shorouknews.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *