حرب إسرائيل وحماس.. سيناريوهات “المرحلة الجديدة”

ناقش تحليل نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية السيناريوهات المتوقعة بعد مرحلة توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس “مرحلة جديدة”.

ويتوقع الكاتب التحليلي دانييل بايمان، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن تواجه إسرائيل تحديات ومعضلات جديدة في جهودها للرد على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص، معظمهم من المدنيين. .

التحدي الأول، بحسب الكاتب، هو طبيعة القتال في غزة المكتظة بالسكان والمباني والشوارع الضيقة، مما سيؤدي إلى خسارة الجيش الإسرائيلي الكثير من المزايا التي يتمتع بها، مثل سرعة الحركة. والاتصالات والمراقبة والقوة النارية بعيدة المدى.

وبدلاً من ذلك، سيتعين على جيش الدفاع الإسرائيلي أن ينشر قواته، مما يجعله عرضة لهجمات مجموعات صغيرة من مقاتلي حماس.

كما توفر الأنقاض التي خلفتها القصف الإسرائيلي فرصًا لمجموعات صغيرة من مقاتلي حماس للاختباء وإقامة مواقع للقناصة ونصب الفخاخ المتفجرة.

ويشير التحليل إلى أن حماس ربما توقعت ردا إسرائيليا صارما على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وبالتالي كانت على الأرجح مستعدة جيدا لأي توغل بري.

على سبيل المثال، يقول الكاتب إن حماس خزنت معداتها وأسلحتها في منشآت مدنية مثل المدارس، وبنت شبكة أنفاق واسعة، يعتقد أنها أكبر من مترو أنفاق لندن، يمكنها استخدامها لإخفاء الإمدادات والقادة، فضلا عن توفير الاتصالات أثناء الصراع.

ويصف المؤلف القتال في الأنفاق بأنه “كابوس” للقوات الإسرائيلية لأن مقاتلي حماس يمكنهم استخدامها لمهاجمة القوات المتقدمة من الخلف، أو نصب كمين لها، أو حتى أسر المزيد من الرهائن.

والتحدي الآخر هو أن إسرائيل تريد تدمير حماس، وهو ما يعني في الواقع قتل قادتها.

ومع ذلك، يقول الكاتب إن العثور عليهم كان صعبًا حيث يمكنهم ببساطة الاختباء في الأنفاق والاندماج مع السكان المدنيين. وحتى لو اختار بعضهم النضال، فإن الحركة ستعمل على تجنب خسارة كوادرها القيادية. .

ويشير الكاتب أيضًا إلى أن العديد من كبار القادة السياسيين في حماس لا يعيشون في غزة على الإطلاق، ويفضلون قضاء أيامهم في أماكن أكثر أمانًا في دول مثل قطر وتركيا ولبنان.

وقال الكاتب إن الأمر الآخر الذي يجعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للجيش الإسرائيلي هو وجود أكثر من 200 رهينة لدى حماس، بينهم العديد من الأجانب.

ويضيف أن هذا سيؤدي إلى تعقيد القتال: فالمبنى الذي يختبئ فيه قادة حماس يمكن أن يحتجز رهائن، وكذلك الأنفاق التي تستخدمها الحركة لتوصيل الإمدادات، وأي هجوم إسرائيلي محتمل سيؤدي إلى مقتل الرهائن.

وقال الكاتب إنه يجب على إسرائيل أيضًا أن تأخذ في الاعتبار التكاليف المدنية في غزة لأن العمليات البرية تميل إلى أن تكون أكثر دموية بالنسبة للمدنيين، مشيرًا إلى أنه في أوقات سابقة اضطرت إسرائيل إلى وقف العمليات بسبب الغضب الدولي بشأن سقوط ضحايا من المدنيين. .

ولذلك، يرى الكاتب أن خطر سقوط المزيد من الضحايا الإسرائيليين (رهائن وجنود) ومخاوف أخرى قد يدفع البعض في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء نفسه، إلى التصرف بحذر.

ويتابع الكاتب: “لذلك فإن النتيجة النهائية قد تشمل بعض العمليات البرية، لكن من المرجح أن يكون نهجا أكثر حذرا بدلا من غزو شامل ووجود طويل الأمد في غزة”.

وتقصف إسرائيل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، منذ أن شنت الحركة هجوما عليها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مستهدفا مواقع للجيش ومناطق مدنية. وتقول إسرائيل إن ذلك أدى إلى مقتل 1400 شخص، معظمهم من المدنيين.

واحتجزت حماس، المصنفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة، أكثر من 200 رهينة خلال هجومها ونقلتهم إلى غزة. وتم إطلاق سراح أربعة منهم حتى الآن.

ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران المدفعية دمرت أجزاء كبيرة من غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 7600 شخص في الأسابيع الثلاثة الماضية، بما في ذلك حوالي 3000 طفل.

قالت إسرائيل، السبت، إنها كثفت عملياتها البرية في غزة خلال الليل، فيما انقطعت الإنترنت والكهرباء عن قطاع غزة، وأن القوات لا تزال في الميدان، دون تقديم تفاصيل.

source : www.alhurra.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *