كيف تفكر إسرائيل في تهجير الفلسطينيين لسيناء؟ – عماد الدين حسين


تم النشر بتاريخ: الجمعة 27 أكتوبر 2024 – 8:05 مساءً | آخر تحديث: الجمعة 27 أكتوبر 2024 – 8:05 مساءً

فهل محاولات طرد الفلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية حقيقية أم أنها مجرد أوهام وأوهام ومخاوف تدور في أذهان المصريين كما يدعي البعض ومنهم المصريون للأسف؟!
قبل العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عقب عملية “فيضان الأقصى”، كان كثيرون منا مهتمين بفكرة وطن بديل للفلسطينيين، وطردهم من أرضهم وتصفية الدولة الفلسطينية. دولة. إلى الأبد، على أساس أنها مجرد شكوك وهواجس لم تكن موجودة إلا في أذهان أصحاب نظرية المؤامرة العرب وبعض المتطرفين الصهاينة في إسرائيل.
لكن في اليوم التالي للعدوان الإسرائيلي، سمعنا وشاهدنا أكثر من مسؤول إسرائيلي، أحدهم كان المتحدث باسم جيش الاحتلال، يقول لأهل غزة، وخاصة القطاع الشمالي: “اهربوا جنوباً إلى مصر. ، لكي تنقذ حياتك.”
وسمعنا أيضاً أن أكثر من مسؤول إسرائيلي حالي وسابق يتساءل لماذا لن تقبل مصر باستضافة الفلسطينيين رغم أن إجمالي عددهم في غزة يعادل تقريباً عدد المواليد المصريين سنوياً؟!
وتفاخر بعضهم وقال: إذا قبلت مصر باستقبال النازحين فسنساعد البلاد على شطب كل ديونها الدولارية! وكأن مصر تبيع سيادتها وكرامتها وأمنها واستقرارها مقابل هذه الديون؟!
لكن التقرير الإسرائيلي الأول في هذا المجال كان التقرير الذي بثته القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلي وأعده المراسل تساحي ليفي في 20 تشرين الأول/أكتوبر.
وسأحاول أن أعرض فقرات كاملة من هذا التقرير المسيء حتى يعرف المصريون والعرب كيف تنظر إلينا إسرائيل!
ويقول ليفي في التقرير إن معركة دبلوماسية شرسة تجري الآن بين إسرائيل ومصر ستقرر مستقبل غزة والحرب في المنطقة. جوهر الأمر هو: هل ستتمكن إسرائيل من رمي الغزيين في سيناء مقابل سلسلة من الفوائد الاقتصادية، أم ستنجح مصر في منع ذلك؟!!
ويقول: “المصريون يرفضون فتح المعبر الحدودي حتى أمام سكان غزة من مواطني الدول الأخرى، وفي المقابل يطالبون بوصول المساعدات المدنية لمنع حدوث أزمة إنسانية ويخشى دخول موجة من اللاجئين إلى مصر”. “
وتابع: “أمامنا (معركة الدجاج) دبلوماسية، يمكن للفائز فيها أن يقرر الحرب بأكملها”.
وأضاف: “في ضوء هذا الاستنتاج، يجب أن يصبح توطين سكان قطاع غزة في مصر هدفا سياسيا لإسرائيل.
يزعم هذا المراسل كذباً: “هذا هو الحل الأكثر إنسانية لإسرائيل أو لسكان غزة، الذين يريد معظمهم الهجرة من قطاع غزة هرباً من سجن حماس.
ويتساءل ليفي: “لماذا تعارض مصر هذا الاقتراح؟”، ويجيب: “بالنسبة للمصريين، فإن خسارة قطاع غزة هي مشكلة استراتيجية. أما مصر، فمصر، من وجهة نظرها، ترى في غزة موقعاً متقدماً سيصطدم بالقوات الإسرائيلية في الجنوب، مما يعطل إسرائيل ويمنعها من تعزيز قوتها.
وأضاف ليفي أن مصر تواصل تعزيز قوتها العسكرية والاقتصادية وبناء البنية التحتية والأنفاق في سيناء. وهذا يعني أن البلاد تعتبر إسرائيل التهديد الرئيسي لمصر، على الرغم من اتفاق السلام.
وحول كيفية نقل سكان غزة إلى مصر، قال ليفي: “على إسرائيل استغلال الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها مصر لصالح تقديم المساعدات الدولية مقابل استيعاب سكان غزة. ويشرح هذه المسألة قائلاً: “في المرحلة الأولى، يجب على إسرائيل زيادة الضغط الإنساني على قطاع غزة حتى يتمكن مئات الآلاف من السكان الجياع والعطشى من عبور معبر رفح في نهاية المطاف”.
وتابع: “في المرحلة الثانية، عندما تواجه مصر الواقع النهائي المتمثل في تدفق اللاجئين إلى بلادها، يوصى بأن تقوم إسرائيل والولايات المتحدة بتنظيم المجتمع الدولي والأونروا وصندوق النقد الدولي لتقديم المساعدة الاقتصادية. إلى مصر، والسماح باستيعاب بعض الغزيين في مصر”.
وهو يزعم خطأً أن “النجاح في مسألة النزوح سيختصر أمد الحرب وبالتالي يقلل من خطر فتح المزيد من الجبهات”.
واختتم تقريره بالقول: “في الشرق الأوسط، الأعمال لا تتم إلا مع الأقوياء، ويجب على إسرائيل اغتنام الفرصة لإظهار القوة وهي تعمل لأجيال لتغيير الشرق الأوسط”.
انتهى كلام المراسل الإسرائيلي ومن المهم الإشارة إلى أن ما يقوله هذا الكذاب ليس فرديا، بل يعبر عن مزاج إسرائيلي عام، بل مخططات ظلت في الأدراج منذ عقود ولا تنتظر إلا الظروف المناسبة. فقد رأينا كيف قامت مراكز الأبحاث الإسرائيلية والغربية بدراسة هذا الموضوع والترويج له.
والسؤال هو: كيف نتعامل مع هذه الخطط بشكل صحيح؟ وهذا سؤال يتطلب مناقشة متعمقة على جميع المستويات.


source : www.shorouknews.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *