الجيش الإيراني يبدأ مناورات برية كبيرة

وتطالب أصوات إسرائيلية، بما في ذلك حلفاء نتنياهو، باستقالته وقادة الجيش

تتزايد المطالبات في إسرائيل باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة عسكريين واستخباراتيين، في وقت يتم تأجيل الاجتياح البري لقطاع غزة وسط تصريحات رسمية بأن الحرب ستستمر لأشهر. أهالي الأسرى الإسرائيليين يخرجون في مظاهرة ويحذرون من نسيان قضيتهم.

ويبدي قادة الاحتجاج على الخطة القانونية للحكومة قلقهم من أن يكون أحد أسباب إطالة أمد الحرب هو محاسبة القيادة على عدم استغلال الوقت لأغراض ومصالح شخصية أو حزبية.

ولوحظ أن المطالبات بهذه الاستقالة بدأت تتصاعد أيضا في صفوف اليمين، بين حلفاء نتنياهو، خاصة في صفوف المستوطنات واليمين المتطرف.

ونشر الموقع الإخباري لليهود الحريديم حول العالم، “بهدري هدريم”، افتتاحية جاء فيها أن كبار الخبراء في اليمين واليسار في إسرائيل يعتقدون أن نتنياهو يتراجع عن خطابه السياسي المتشدد، ويلوي ذيله ويبحث عن حجج للتبرير. عدم القيام بغزو بري. ويضيف الموقع في افتتاحيته أن الهدف المعلن للحكومة والقيادة العسكرية المتمثل في تدمير حماس لا يمكن تحقيقه من الجو. وهذا الموقف ليس عاطفيا وينبع من رغبة في الانتقام، «بل هو مصلحة استراتيجية في استعادة قوة الردع الإسرائيلية التي دمرها عدد قليل من بلطجية حماس. وحتى لو كان ذلك على حساب آلاف الضحايا الفلسطينيين الفقراء، فهو ضد العدو القوي والكبير (حماس) ومن ورائها حزب الله وإيران.

يهود متدينون يزورون جنود الجيش الإسرائيلي لإظهار دعمهم في موقع بالقرب من حدود غزة، 11 أكتوبر (AFP)

وعلى موقع المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية “القناة السابعة”، نشر الكاتب بعد شاكي مقالا يطالب باستقالة نتنياهو أو استقالةه. وقال إنه يحب الرجل ويقدر قدراته الكبيرة، “لكن تاريخه كان مليئا بخدمة أفكار اليسار وإنكار أفكار الجمهور الذي يحبه وينتخبه”. كان هذا هو الحال عندما وقع على اتفاقيتي الخليل وواي ريفر، وعندما ألقى خطاب بار إيلان حول حل الدولتين. لكنه اليوم يضيع فرصة تاريخية لتصفية حماس والتملص منها. وهذا يوجه ضربة استراتيجية خطيرة لإسرائيل”.

وحتى المحامي نداف هتسني، أحد زعماء المستوطنين في منطقة الخليل، والذي يكتب مقالا أسبوعيا في صحيفة يديعوت أحرونوت، هاجم نتنياهو عند «نقطة القتل». وهو صديق قديم له، يعرف أنه مهووس بمقارنة نفسه بالزعيم البريطاني التاريخي ونستون تشرشل، وقد كتب مقالا يهاجم فيه سياسات نتنياهو “الجبانة”.

الجيش الإسرائيلي يتقدم جنوب مدينة عسقلان قرب قطاع غزة (أ ف ب)

وقال إن هذا هو الوقت المناسب لإسرائيل لإظهار جديتها في القتال ضد حماس، حتى لو كان هناك عدد كبير من الضحايا في إسرائيل، لأن الحرب لا يمكن أن تكون بدون تكاليف.

وأضاف: “نتنياهو لا يشبه تشرشل. في الواقع، إنه يشبه رئيس الوزراء البريطاني الذي سبق تشرشل، آرثر نويل تشامبرلين”. لقد أصبح تشامبرلين هذا مثالاً في التاريخ للسياسي المستقيل والمتردد والجبان، الذي استسلم لهتلر عام 1938 ووقع معه اتفاقية ميونيخ التي أعطت ألمانيا إقليماً من تشيكوسلوفاكيا.

عودة قادة الاحتجاج

ومن ناحية أخرى، تتزايد المطالبة بالإقالة أيضا من قبل قادة الاحتجاج الذين نظموا مظاهرات ضخمة ضد الحكومة بسبب مخططها لقلب نظام الحكم وإضعاف القضاء. ومن أبرزهم الكاتب أوري مسغاف الذي نشر (الخميس) مقالا في صحيفة معاريف سخر فيه من قادة الليكود قائلا: «من فشل هو من عليه الإصلاح. يحظر علينا تغيير القائد”.

وقال: “هذا أشبه بالقول بعد كارثة تيتانيك: لو كان القبطان قد نجا، لكان علينا أن نعطيه سفينة أخرى”. وأضاف: “لا يمكن لدولة إسرائيل أن تتحمل الاستمرار بهذه القيادة الفاشلة وغير المسؤولة، قيادة مهملة وتسمح لأشهر وسنوات بإطلاق الصواريخ على مدننا ومواطنينا وأطفالنا. ويريد العديد من المواطنين من كافة مناحي الحياة قيادة مختلفة، قيادة لا تغير نهجها على أساس احتياجات البقاء في المنصب. نتنياهو ليس لديه أي اهتمام بالضحايا وعائلاتهم. لن يتمكن الإسرائيليون وجيشهم من هزيمة الإرهاب الجهادي طالما أن هذا الشخص هو رئيس الوزراء. عليه أن يذهب الآن.

أهالي المخطوفين لدى حماس يحملون صورهم في تل أبيب يوم الخميس خلال مظاهرة تطالب بعودتهم (الجيش الشعبي)

وتوجه أهالي الأسرى الإسرائيليين إلى مظاهرة في تل أبيب، حيث أعربوا عن قلقهم من نسيان قضيتهم في هذه الحرب، وطالبوا بترك كل شيء وراءهم والدخول في مفاوضات لإطلاق سراح أبنائهم وبناتهم.

وفي ظل هذه الموجة، وجه الجنرال المتقاعد اسحق بريك نداء صريحا يطالب فيه باستقالة القيادة العسكرية الأولى، وأشار إلى كل من رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي ورئيسي اللواء الجنوبي في الجيش وجهاز المخابرات. .

وهذه الدعوة هي محاولة من نتنياهو، الذي التقى بريك ثلاث مرات منذ اندلاع الحرب، للموازنة بين مسؤوليته عن الفشل ومسؤولية الجيش وأجهزة الاستخبارات. ورغم أن نتنياهو يؤكد في إطلالته الشعبية أنه يعمل بشكل جماعي لتوجيه الحرب، إلا أن رجاله يهاجمون مع وزير الدفاع يوآف غالانت والوزير القادم من المعارضة بيني غانتس، وبالتنسيق الكامل مع رئيس الأركان. هؤلاء الشركاء بلا رحمة.

زيارة نتنياهو للجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة (تقريره على منصة X)

وكان نتنياهو ألقى كلمة مساء الأربعاء ليوجه رسالة إلى من يتهمونه بالجبن: “إن عودة الأسرى والرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة تشكل أحد الأهداف الأولى للحرب”. وأكد أن الجيش يعتزم اجتياح غزة براً، في الوقت والحجم والنطاق الذي تحدده «حكومة الحرب» وفقاً للمصالح العليا.

وأكد مجددا “الهدف الذي حددته حكومته للحرب وهو القضاء على حركة حماس وقتل جميع أعضائها”، مهددا جميع أعضاء الحركة “سواء كانوا تحت الأرض أو فوقها” بأنهم “سيُعدمون إذا أُدينوا”.

وقال إن توقيت وحجم الهجوم البري على قطاع غزة سيتم تحديده بالتشاور مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، مضيفا: “لن أحدد متى وكيف وكم. ولن أخوض في سلسلة الاعتبارات التي أغلبها مجهول لدى الجمهور”. ثم ذهب إلى أهل غزة ونصحهم بالتحرك جنوباً.

source : aawsat.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *