أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء “الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي في غزة”، مشددا على أنه “لا يوجد طرف في النزاع المسلح فوق هذا القانون”، ودعا إسرائيل وحركة حماس إلى وقف فوري لإطلاق النار، بينما ويستمرون.. إسرائيل تقصف قطاع غزة وسط انقسام حاد في مجلس الأمن الدولي.
وقال غوتيريس في مستهل جلسة أمس الثلاثاء: “لا شيء يبرر هجمات حماس الشنيعة”، في إشارة إلى هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنه حذر من “عقاب جماعي” للشعب الفلسطيني.
وأوضح: أن “الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال خانق منذ 56 عاما”، مشيرا إلى أن “هجوم حماس لم يأت من العدم”.
وأثارت هذه التصريحات غضب الإسرائيليين، حيث خاطب وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين غوتيريس بحدة، مذكراً إياه بمقتل مدنيين إسرائيليين خلال هجمات حماس على إسرائيل.
ودعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان غوتيريش إلى الاستقالة وكتب رسالة على صفحته حول الإرهاب والقتل “لا يصلح لقيادة الأمم المتحدة”.
ماذا نعرف عن أنطونيو غوتيريش؟
وتولى أنطونيو غوتيريش منصبه الحالي في الأول من يناير 2017، خلفا لسلفه بان كي مون.
درس غوتيريش الفيزياء والهندسة الكهربائية في المعهد العالي للتكنولوجيا بجامعة لشبونة، وقام بالتدريس هناك بعد التخرج برتبة أستاذ مساعد.
وانتقل غوتيريس (74 عاما)، الذي يتحدث عدة لغات (البرتغالية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية)، إلى الدبلوماسية الدولية عندما أصبح مفوضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الفترة من 2005 إلى 2015، وهي الفترة التي شهدت أخطر تدفق للاجئين حدثت أزمات في العالم، مثل أزمات اللاجئين في سوريا والعراق وأفغانستان.
بداية غوتيريس
بعد التدريس لمدة ثلاث سنوات في المعهد العالي للتكنولوجيا بجامعة لشبونة، ترك التدريس ودخل السياسة بعد انضمامه إلى صفوف الحزب الاشتراكي البرتغالي في عام 1974.
وخلال قيادته للمفوضية، انخفض عدد الموظفين في مقر جنيف، بينما زادت أعدادهم في مناطق التوتر والصراع، مما ساعد على تحسين أداء المنظمة.
وخلال إدارته، خاطب الدول الأكثر ثراءً أكثر من مرة، داعياً إياها إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة اللاجئين الفارين من مناطق الصراع.
وأدت الصراعات في سوريا والعراق، والأزمات في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن، إلى زيادة كبيرة في أنشطة المفوضية، حيث ارتفع عدد النازحين واللاجئين بسبب الصراعات والاضطهاد والحروب من 38 مليون شخص. عام 2013. 2005 إلى 110 مليون نازح ولاجئ في مايو 2024.
وقبل انضمامه إلى اللجنة، عمل غوتيريس لأكثر من عشرين عامًا في الحكومة والخدمات العامة في وطنه. شغل منصب رئيس وزراء البرتغال من عام 1995 إلى عام 2002، وخلال هذه الفترة شارك بعمق في الجهود الدولية لحل أزمة تيمور الشرقية.
وكان غوتيريس عضوا في مجلس الدولة البرتغالي في الفترة من 1991 إلى 2002.
تم انتخابه لأول مرة لعضوية البرلمان البرتغالي في عام 1976 وظل عضوًا في البرلمان لمدة سبعة عشر عامًا. وترأس خلال تلك الفترة اللجنة البرلمانية للاقتصاد والمالية والتخطيط، ومن ثم اللجنة البرلمانية لإدارة الأراضي والبلديات والبيئة. وكان أيضًا زعيم المجموعة البرلمانية لحزبه.
بين عامي 1981 و1983 كان أيضًا عضوًا في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، حيث ترأس لجنة الديموغرافيا والهجرة واللاجئين.
كان غوتيريس نشطًا لسنوات عديدة في الاشتراكية الدولية، وهي منظمة دولية للأحزاب الديمقراطية الاجتماعية. وفي الفترة من 1992 إلى 1999، شغل منصب نائب رئيس المنظمة وشارك في رئاسة اللجنة الأفريقية ثم لجنة التنمية بالمنظمة.
كان رئيسًا للمؤسسة الاشتراكية الدولية من عام 1999 إلى منتصف عام 2005. بالإضافة إلى ذلك، أسس مجلس اللاجئين البرتغالي، وكذلك جمعية المستهلكين البرتغاليين، وكان رئيسًا لمركز العمل الاجتماعي الجامعي، وهي جمعية مخصصة لـ تنفيذ مشاريع التنمية الاجتماعية في الأحياء الفقيرة في لشبونة أوائل السبعينيات.
وهو أيضًا عضو في نادي مدريد، وهو تحالف قيادي لرؤساء ورؤساء وزراء ديمقراطيين سابقين من جميع أنحاء العالم.
source : www.bbc.com