لماذا تعيد هوليود إنتاج أفلام الرعب؟ | فن

تعتبر أفلام الرعب والتشويق من العناصر المبهرة التي اشتهرت بها سينما هوليود منذ بدايتها وحتى الآن، وذلك بسبب اعتمادها على تقديم جرعة من الرعب والتشويق مع قصة درامية يمكن أن تحمل أحياناً رسالة إنسانية يجب اتخاذها.

إلا أن الجمهور افتقد هذا النوع من الأعمال السينمائية في السنوات الأخيرة، إذ يبالغ صناع أفلام الرعب في هوليوود في استخدام المؤثرات البصرية والصوتية لتقديم مشاهد فردية لا تؤدي إلا إلى رعب المشاهد دون التركيز على قصة متماسكة مثل ما شاهده الجمهور عام 2010 في الفيلم. “البجعة”. فيلم “البجعة السوداء” للمخرج دارين أرونوفسكي، والذي يدور حول الاضطرابات النفسية والصراعات التي يعيشها الناس، استحق الفوز بـ 5 جوائز أوسكار. وإلى جانب النجاح النخبوي الذي حققه الفيلم، فقد حاز أيضًا على إشادة الجمهور، حيث وصلت تقييماته إلى موقع IMDB. “ما يصل إلى 8 من أصل 10.

وتحول أرونوفسكي لاحقا إلى أعمال درامية بحتة، حقق بها نجاحا كبيرا، لكن يبدو أنه افتقد الرعب وعاد عام 2017 بفيلم “الأم” مع النجمين جنيفر لورانس وخافيير بارديم، لكنه لم يصل إلى الصدى المنتظر. حيث بلغت إيرادات شباك التذاكر في جميع أنحاء العالم حوالي 44 مليون دولار فقط، مقابل ميزانية إنتاج قدرها 30 مليون دولار. وذلك في ظل وجود فيلم “Get Out” للمخرج والمؤلف جوردان بيل والذي صدر في دور السينما العالمية في نفس العام وتناول العنصرية التي يعاني منها أصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية في سياق تشويقي، مما يجعله آخر فيلم رعب يفوز بجائزة الأوسكار في ذلك العام 2018.

ورغم أن بيل حاول تقديم تجارب سينمائية مماثلة من خلال فيلمي «نحن» عام 2019 و«كلا» عام 2024، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق نفس النجاح.

تجاهل صناع مسلسل “الذعر” الإيرادات الضئيلة

وفي غياب السيناريو المبهر، قرر صناع الفيلم العودة إلى الأرشيف لإعادة إنتاج أجزاء جديدة من سلسلة الأفلام التي تنتمي إلى فئة الرعب، وتعتبر جزءا من ذاكرة محبي أفلام الرعب، مثل “الهالوين”. الذي يطارد المشاهدين في الليلة الأخيرة من شهر أكتوبر. الأول من كل عام، حيث قدم 13 عملاً سينمائياً حتى الآن، وعرضت أجزائه الأخيرة العام الماضي تحت اسم “Halloween Ends” للمخرج ديفيد جوردون جرين. وتدور أحداث الفيلم حول معركة جديدة لشخصيتي مايكل مايرز ولوري سترود، ولاقت تقييمات منخفضة على الموقع. موقع IMDB حصل على 5 من 10 فقط.

على الرغم من أن البعض توقع نجاحًا جماهيريًا كبيرًا للفيلم، إلا أن إجماليه المتواضع البالغ 105.4 مليون دولار حطم هذه التوقعات. ومع ذلك، فإن هذا لم يمنع المبدعين من العمل على جزء جديد بعنوان “Halloween: Season of the Boogeyman”، والذي من المقرر أن يتم عرضه. سيعرض في دور السينما عام 2024.

فيلم المخرج كريستوفر نولان “أوبنهايمر” كان بحق من أبرز أفلام 2024 (الجزيرة)

الرعب في عام 2024 لم يستطع مقاومة باربي وأوبنهايمر.

أما فيلم “الراهبة” الذي نال الكثير من الضجيج والصدى عند عرضه عام 2018، تدور أحداثه حول قصة انتحار راهبة شابة في ظروف غامضة، مما اضطر الفاتيكان إلى إرسال فريق للتحقيق في الأمر. قضية للتحقيق فيها. اكتشاف أنها ماتت بسبب قوة شيطانية. واستغل صناع الفيلم هذا النجاح بإصدار جزء ثان خلال هذا العام، لكنه لم يحظ بتعليقات إيجابية سواء من الجمهور أو النقاد. وعلى العكس من ذلك، تم وصف الفيلم بأنه عديم الفائدة، حيث وصلت تقييمات النقاد على موقع “Rotten Tomatoes” إلى 52% فقط.

كانت عودة مسلسل «قطعة اللغز» (Saw) بفيلمه العاشر هذا العام بمثابة جرعة أمل لمحبي سينما الرعب، لكنهم اكتشفوا عند عرضه أنهم لم يواجهوا سوى مشاهد دموية ومرعبة، دون خط درامي متين. . مما جعلهم غير قادرين على منافسة فيلمي «باربي» للمخرجة جريتا جيرويج وفيلم «أوبنهايمر» للمخرج كريستوفر نولان، واللذان كانا بجدارة أبرز أفلام عام 2024.

source : www.aljazeera.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *