ليلي المصري تحكي كيف ضاعت الراقصة اللهلوبة امتثال ضحية البلطجي

وفي فبراير 1935، سافرت بديعة مع فرقتها في رحلة فنية إلى طرابلس وتونس والجزائر ومراكش. وتألفت الفرقة من “نادرة، أحمد شريف، فريد غصن، أحمد الحفناوي، أحمد غانم، فهمي أمان، فريد الأطرش”. وبعد نجاح كبير في المنطقة المغاربية، عادت الفرقة لتبدأ موسم الصيف في كازينو البادية بإدارة أنطوان عيسى.
وفي الوقت نفسه، كانت الراقصة #امتياز_فوزي لا تزال جزءًا من فريق راقصي البادية “الصولو” منذ مجيئها من الإسكندرية إلى القاهرة عام 1931 وجددت برنامجها للرقص المسرحي!
🔴بعد مرور خمس سنوات، في عام 1935، قررت الراقصة #امتياز_فوزي مغادرة قاعة بديعة مصابني وافتتاح نادي خاص بها للغناء والرقص والتمثيل في آخر شارع عماد الدين، بمشاركة الفنان المسرحي “ “ماري منصور” والمغنية “نجمة إبراهيم”. وأطلقت عليه اسم “كازينو البوسفور” في ساحة محطة باب الحديد. وأدارت “اتصالات فوزي” الكازينو.
دكتور. يقول عبد الوهاب بكر في كتابه (جمعية القاهرة السرية 1900-1951):
“حققت أمثال فوزي شهرة كبيرة في المنطقة بفضل مهارتها في الرقص والغناء، وبعدها شاركت مع زميلتها ماري منصور في صالة الأخيرة بشارع عماد الدين، وبعد ذلك تركت العمل مع الراقصة بديعة مصابني وتمكنت من ذلك”. “كازينو البوسفور في منطقة الأزبكية بالتعاون مع ماري منصور. وكان الكازينو في الحقيقة صالة.” للرقص، وبذلك فهو يدخل في نطاق اهتمامات المجرمين الرئيسيين في شارع عماد الدين “فؤاد الشامي وشقيقه مختار”.
🔴 في صباح يوم السبت 23 مايو 1936، الموافق 3 ربيع الأول 1355، استيقظ أهل البر المصري المحروس على عناوين الصحف المصرية المنددة بجريمة قتل بشعة راح ضحيتها الراقصة الشهيرة #امتثال_فوزي، قُتل مدير كازينو “البوسفور” البالغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً، بين رواد الكازينو في ساحة البوابة الحديدية خلال حادثة مروعة هزت البلاد ليلة الجمعة 22 مايو 1936. على الرغم من أن تقدمت بشكوى بتاريخ 15 مايو 1936 ضد الفتوة فؤاد الشامي رقم (1870) جرائم الأزبكية، بعد أن اعتدى عليها أحد بلطجية الفتوة بالضرب والتهديد بالقتل. أدى يوزباشي اليمين. وقالت لها الأزبكية إن دورهم ليس حماية الناس من التهديدات، بل السيطرة على الأحداث بعد وقوعها. وفي الأسبوع التالي صدرت جريدة الأهرام في عدد السبت 23 مايو 1936 بعنوان:
“قُتلت راقصة في نادٍ عام لرفضها دفع الضرائب للمتنمرين”.
وجاء الخبر:
“لطالما أشارت الصحف للسلطات إلى هذه الفئة من العاطلين عن العمل، الذين يطلق عليهم اسم المجرمين. وتستخدم هذه المجموعة تهديد الناس كوسيلة لجمع الضرائب والحصول على الأموال، لكن الشرطة لم تقرر وقف هذه الطاعة، ولا حتى بسبب طاعتها”. لعدم القدرة على القضاء عليه أو بسبب خلل في القانون. هذه الحادثة تبين مدى الخطر على حياته. الناس يسمحون لهذه العصابات بالتعيث فسادا وكسب المال عن طريق تخويف الناس وإزعاجهم. كما أن أحدهم معرض لخطر عدم دفع الضرائب فهو معرض لخطر الموت…”
🔴ثم جاءت العناوين المنددة بمقتل الراقصة على يد فتوة شارع عماد الدين والأزبكية “فؤاد الشامي”👇👇
● الجريمة الوحشية في مضيق البوسفور (رقم 24/05/1936).
● عصابات عماد الدين تنافس عصابات شيكاغو (1/6/1936).
● مقتل الراقصة الجميلة امتنان فوزي .
● مسكين الإمام، دمك على رقبة الحكومة، هذه الفوضى يجب أن تنتهي.
🔴 وأثارت الحادثة عاصفة من ردود الفعل الغاضبة لدى كافة فئات المجتمع المصري، الذين استنكروا الحادثة بشدة. كما شنت الصحف المصرية حملات واسعة على عالم الفتاوى، وخصصت صفحاتها للتنديد بنفوذ وسلطة تلك العصابات التي فاقت جرائمها عصابات شيكاغو الأمريكية، وأجمعت على المطالبة بإنهاء العصر. البلطجة والمطالبة بفرض سيادة الدولة على كل شيء. وما زاد الطين بلة هو مقتل الراقصة الشهيرة “سكينة” بيوشة على يد مجرم آخر عندما رفضت دفع “الرسم” أو “الإتاوة” أو “الرسم” بعد أربعة أيام فقط من وفاة اتصال!! للدفع.
🔴 وعقب الحادث صدرت أوامر رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية مصطفى النحاس باشا بتعيين اثنين من كبار مسئولي الداخلية ليشهدوا التحقيق ويعدوا تقريرا يحددان فيه مسئولية رجال الشرطة فيما يتعلق بالحادثة. تلك الحادثة المروعة. وأدى هذا الوضع إلى صدور قرارات حكومية أعقبها سن قوانين أنهت سلطة الشرطة. ونفوذ عصابات البلطجية والبلطجية، مثل قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 الصادر في قصر عابدين في 23 جمادى الأولى (21 يوليو 1937)، والذي تنص فيه المادة رقم 375:
“كل من استعمل القوة أو العنف أو الإرهاب أو التهديد أو التدابير غير المشروعة للاعتداء أو محاولة الاعتداء على حق من الحقوق، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة لا تجاوز مائة جنيه”.
ويروي الكاتب “حنفي المحلاوي” في كتاب (تاريخ مصر كتبه أهل الفن) فيقول:
وجاء في الحادثة أن الراقصة المبتدئة امتثال فوزي رفضت دفع إتاوات للمتنمرين، وأبلغت الشرطة بتهديدهم لها بالقتل، وخاصة فتوة باب الحديد فؤاد الشامي وباقي عماد. وقام راقصو الدين بتقليدها فيها، فقرر الفتوة قتلها خوفاً من فقدان هيبته، فسيطر عليها أحد صبيانه”. كامل الحراري “الذي ركض خلفها خلف المسرح وألصق زجاجة مكسورة في رقبتها. واقتحم رواد كازينو البوسفور الواقع بجوار محطة مصر القاتل واعتدوا عليه بالضرب ثم اقتادوه إلى الشرطة فاعترف بأن المحرض عليه هو فؤاد الشامي.
دكتور. ويروي عبد الوهاب بكر في كتابه (جمعية القاهرة السرية 1900-1951) بعض ملابسات الحادثة فيقول:
“اتصل بها المجرم فؤاد الشامي ليعرض عليها “خدمات الحماية” إلا أنها رفضت، وأمرت أكثر من مرة بطرد المجرم ومساعديه من المكان عندما لاحظت أنهم يشربون الخمور المجانية. “
ويضيف: “وعندما عجزت عن الانصياع لمطالب عصابة فؤاد الشامي بدفع الإتاوات، قامت العصابة بضربها ليلة 15 مايو 1936، رغم أن دائرة الأزبكية قدمت محضراً بحادثة الاعتداء. وتم إطلاق سراح أعضاء عصابة “الشامي”.
نراكم في الجزء الثالث والأخير

https://www.facebook.com/photo/?fbid=3654807748071844&set=gm.24069415006036212&idorvanity=665113113559731


source : elbashayer.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *