هل تنحصر ثياب الحداد للمرأة فى اللون الأسود؟.. دار الإفتاء تجيب


بقلم مرام محمد

الأربعاء 25 أكتوبر 2024 الساعة 6:30 صباحًا


وتم إرسال سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر الموقع الرسمي جاء فيه: “ما هو المعيار في اعتبار الملابس مناسبة للحداد وهل هي زينة أم لا؟ وهل تقتصر ملابس الحداد على اللون الأسود للملابس؟”


وكان رد دار الإفتاء كالآتي: “الحداد الشرعي للمرأة بعد وفاة زوجها هو ترك الزينة في اللباس والطيب والحلي وكل ما يتعلق بها، وقد قرر الفقهاء أنه ليس هناك لون معين. ” للملابس التي تلبسها المرأة الحزينة، ولكن ينظر هل هي زينة أم لا. فكل ما كان للزينة حرام، وما كان مخالفاً له فلا حرام، وقد عدلت القاعدة في هذا الأمر».


ويحرم على النساء لبس الملابس أثناء الحداد


وأوضحت دار الإفتاء أن ما يحرم على المرأة العزباء من اللباس ما يلي: لبس ما يهدف إلى تجميلها؛ وروى أبو داود في “سننه” عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:: ««لا تلبس المرأة المتوفى عنها زوجها ثياباً ملطخة، ولا ممزقة، ولا حلى، ولا تصبغ، ولا تكتحل».


والعصفر : هو المصبوغ بالعصفر . مشكاة: أي مطلية بالمشقة، وهو نوع من الطين الأحمر. الحلي: جمع حلية، وهو ما يتزين به، كالحلي وغيره. انظر: “عون المعبود” (6/ 295 ط دار الكتب العلمية).


لكن الزينة لا تقتصر على اللون لخصوصيته، والمعيار هل يعتبر ما يلبس زينة أم لا هو العرف، وهذا هو القاعدة في كل ما أمر به الشرع أو نهى عنه ولم يعين. ، فيعاد إلى عادته. انظر: “”الأشباه والنظائر”” للإمام السيوطي (ص٩٨، ط دار الكتب العلمية).


جاء في “الإقناع في حال العفاد أبي شجاع” للخطيب الشربيني (4/ 56-57، ط دار الفكر) مع “حاشية البجيريمي”: (الحداد ( (يمتنع المرء عن الزينة) على الجسم بحلي الذهب أو الملابس المصبوغة للزينة… ويجوز الثوب غير المصبوغ من القطن والصوف والكتان ولو كان غالي الثمن، والحرير إذا لم يزين به. أن ترسم شيئاً غير مخصص للزينة، كالأسود، وأيضاً الأزرق والأخضر المشبع والغامق، لأن ذلك ليس مخصصاً للزينة، بل لحمل الأوساخ أو سوء الحظ، فإذا كنت في شك بين الزخرفة وأشياء أخرى كالأخضر، فإذا كان اللون الأزرق لونا ناصعا صافيا فهو حرام لأنه يستحب التزين به، أو غامق أو مشبع فلا يكون، لأن الأخضر والأزرق المشبعان يكاد يكونا أسودين. .).


قال الشيخ البجيريمي في “حاشية” تعليقا على كلام الخطيب السابق (4/57): (قوله: (للزينة) أي الذي جرت العادة أن تتزين به برسم الرجال إليها، ولو على عادة أهلها أو عشيرتها) اهـ..


ولذلك، ليس هناك لون معين من الملابس لا يجوز للمرأة المقيدة لبسه، إلا ما يعتبر زينة حسب العرف. فما يشبهه فهو حرام، وما يخالفه ليس كذلك..


قصر ملابس الحداد على اللون الأسود للنساء


وأشارت دار الإفتاء إلى أن عادة الناس في كثير من البلدان، وهي جعل اللون الأسود اللون المناسب للحداد وإظهار الحزن، أمر جيد، وأن اللون الأسود هو اللون الذي يعبر به المرء عن الحزن منذ القدم. حتى قال البدو:


ليل الحزن على الوحيد قصير… وبدون الحبيب يمشي العاشق


أن من تحبهم يجب أن تصبر عليهم… و توديع من يحبك صعب.


فدعوني أبعث برسالة حداد على فراقهم… تمتلئ فيها الوجوه والصدور بالألم.


وأن تغطيهم بالدروع السوداء… ثياب الأقارب عند السفر.


انظر: “العقد الفريد” لابن عبد ربه (6/ 258، ط دار الكتب العلمية).


وتسمى العرب ثياب الحداد: السلاب. ويقال: تسلب المرأة: إذا لبست ثياب المسروق. قال الإمام الزمخشري في “الفائق” (2/192 ط دار المعرفة): (هو سواد السواد وقيل: ثوب أسود غطى رأسها) اهـ ..


وروى أحمد في “مسنده” عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها: عندما جعفر بن أبي طالب توفي رضي الله عنه:: «الانزلاق بعيدا»; قال العلامة ابن الأثير في “”النهاية”” (2/387 ط المكتب العلمية): (أي: ألبسوا ثوب الحداد وهو صلاب، والجمع صلاب. تسلب المرأة”. إذا لبسته، وقيل: هو ثوب أسود يغطي به المحزن رأسها) اهـ..


إلا أن الحداد لا يقتصر على اللون الأسود كما ذكرنا سابقاً. في بعض الأحيان يكون اللون الأسود أقرب إلى الزينة، كما هو الحال مثلاً مع ما يسمى بملابس السهرة للنساء، حسب العادات الحالية. لا يجوز. لترتديه المرأة الحزينة في ذلك الوقت، وقرر المحامون حظر اللون الأسود. بالنسبة للمرأة العزباء، إذا كان للوهلة الأولى هو زينة.


ومنها: ما ذكر في «أقرب المسالك» لسيدي أحمد الدردير (2/ 685-686، ط دار المعارف) مع «حاشية الصاوي» في كلامه عما يجب عليه. امرأة ذات زوجة واحدة؛ حيث قال: ((يجب على المرأة (الماتت) أن تحد في المدة) أي الحداد: (أن تترك وراءها الحلي والطيب الذي يتزين به، وملابسها)). العمل، والتعامل به، و(ترك الثياب المصبوغة مطلقا لما فيها) من الزينة (إلا السواد)، إلا أن تكون زينة قوم، كأهل مصر بالقاهرة وبولاق، فإنهم تزين بارتداء الحرير الأسود عند الخروج.) اه، عدلت..


قال الشيخ الصاوي معلقا على ذلك: (قوله: (ويزينون أنفسهم بالحرير الأسود إذا خرجوا): في الحقيقة الحرير ليس له معنى، والمقصود أن الأسود حلية حسب العرف.) آه..


قال الشيخ القليوبي في “حوشيت علي شرح المحلي للمنهج” (4/53 ط دار الفكر) – تعليقا على قول المفسر ((مثل الأسود) -: إذا لم يكن من عادتهم فهو أن تتزين به، وإلا مثل البدو فهو حرام) اهـ..


خاتمة


وعليه: ليس هناك لون محدد للملابس التي تلبسها المرأة في الحداد، ولكن ينظر في هذا الأمر هل هو زينة أم لا. فكل ما قصد به الزخرفة حرام، وما كان مخالفاً له فلا حرام، والحكم في هذا الأمر هو العرف.







source : m.youm7.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *