دولار السوق السوداء في مصر يصل لمستوى تاريخي.. وفي طريقه لطرق أبواب الـ 50

© رويترز.

Investing.com – واصل سعر الدولار في السوق السوداء في مصر ارتفاعه القوي مقابل الجنيه المصري، حيث إنه في طريقه للوصول إلى أعلى مستوياته على الإطلاق والتي لم يشهدها السعر من قبل، حيث يأتي ذلك جنبًا إلى جنب مع ارتفع الطلب على العملات الأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية بسبب عوامل مختلفة.

ويأتي هذا نتيجة لعدم قدرة القطاع المصرفي المستمر على تلبية جميع احتياجات العملاء بسرعة، سواء كانوا من الشركات أو الأفراد.

إقرأ أيضاً:

ومع بدء المراجعة المؤجلة لبرنامج التمويل المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، والذي من المتوقع أن يتزامن مع خفض سعر الصرف الرسمي للجنيه، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي اندلعت في المنطقة مع البنك الدولي. مع استمرار الحرب في قطاع غزة، يحاول البعض التحوط ضد الانخفاض المتوقع في قيمة العملة من خلال شراء الدولار كملاذ آمن.

وفي هذا السياق، يتوقع وائل النحاس، الخبير الاقتصادي المصري، أن يرتفع سعر الدولار في السوق السوداء إلى ما بين 50 و55 جنيها في الربع الأول من العام المقبل.

خفض تصنيف مصر

وتأثر سعر الدولار في السوق السوداء بارتفاع العقود الآجلة للجنيه المصري فوق مستوى 45 مقابل الدولار، بالإضافة إلى خفض التصنيف الائتماني لمصر من قبل وكالة ستاندرد آند بورز.

أعلنت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز، الجمعة الماضي، خفض تصنيف الديون السيادية طويلة الأجل بالعملة المحلية والأجنبية لمصر من B إلى B- مع نظرة مستقبلية مستقرة. وجاء هذا التخفيض بعد حوالي أسبوعين من قرار وكالة موديز خفض تصنيف الديون السيادية لمصر. بدلاً من ذلك إلى Caa 1. الصف B3.

وأشارت ستاندرد آند بورز في بيانها إلى أن الضغوط التضخمية ستظل مرتفعة، متوقعة مزيدا من الضعف في سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية.

وأوضحت الوكالة أن تداعيات أزمة العملة ستتسبب في تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل أكبر في السنة المالية 2024. وحددت آفاقها المستقبلية للبلاد بأنها “مستقرة”.

ومن المتوقع أن تحذو فيتش حذو موديز وستاندرد آند بورز وتخفض تصنيف مصر أيضا، حيث ستعلن وكالة التصنيف قرارها مطلع الشهر المقبل.

إقرأ أيضاً:

ضوابط جديدة تحد من المعاملات بالدولار مع البطاقات المصرفية

وفي الوقت نفسه، تأثر سعر الدولار في السوق السوداء بالإجراءات الجديدة التي اتخذها البنك المركزي المصري بشأن استخدام بطاقات الخصم والائتمان في التعاملات بالدولار.

وأظهر تقرير حديث لبنك بي إن بي باريبا أن أخطر مؤشر في الوقت الحالي هو توسيع نطاق حظر استخدام العملات الأجنبية ليشمل حاملي بطاقات الخصم المرتبطة بحسابات الجنيه المصري وفرض سقف لاستخدام بطاقات الائتمان. في المعاملات الدولارية.

أصدر البنك المركزي المصري، الثلاثاء الماضي، تعليمات جديدة للبنوك العاملة في البلاد بتحديد حد أقصى شهري لاستخدام بطاقات الائتمان بناءً على ما يقرره كل بنك، بحسب بيان للبنك المركزي.

وأشار البنك المركزي في بيان صحفي إلى أنه بناء على الملاحظات الأخيرة حول قيام بعض المضاربين بإساءة استخدام البطاقات بشكل غير قانوني أثناء سحب النقود من الخارج دون السفر فعليا، فقد تم إصدار توجيهات للبنوك بتحديد الحد الأقصى للائتمان لفتح وتفعيل الاعتمادات الممنوحة. بطاقات للاستخدام خارج البلاد.

وأضاف البنك المركزي أنه إلى أن يتلقى البنك المصدر إشعاراً من العميل بتفعيل الحد الائتماني للبطاقة حسب ما ورد أعلاه، سيكون هناك حد أقصى شهري لاستخدام البطاقة الائتمانية حسب ما يقرره كل بنك.

وما ساهم أيضاً في ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية خلال الأيام الأخيرة، هو قرار البنك المركزي بوقف استخدام بطاقات السحب الآلي خارج البلاد. وأعلن الأسبوع الماضي إرشادات للبنوك العاملة في مصر لتقييد استخدام بطاقات الخصم الآلي الصادرة بالعملة المحلية للاستخدام داخل حدود مصر.

تقرير جديد عن الاقتصاد المصري

أوضح بنك بي إن بي باريبا الفرنسي (EPA:) في تقرير حديث أن البنك المركزي لا يزال قادرًا على التعامل مع سداد الديون الخارجية للبلاد على المدى القصير، لكن أي تأخير إضافي في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي سوف يقلل بشكل كبير من هذه القدرة.

وأوضح البنك الفرنسي في تقريره أن احتياجات مصر التمويلية لم تتغير كثيرا منذ عام 2016، لكن ظروف المقرضين تغيرت خلال هذه الفترة.

وتوقع التقرير مزيدا من التدهور في الوضع الخارجي للجهاز المصرفي، كما توقع اتساع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والموازي خلال الأشهر المقبلة.

السوق السوداء للدولار

وظل سعر الصرف الرسمي مستقرا عند نحو 30.90 جنيها للدولار، فيما ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء، بمعاملات تراوحت بين 44 إلى 46 جنيها للدولار.

وبشكل عام، تنخفض العملات الأجنبية في السوق السوداء عندما تكون هناك أخبار مطمئنة عن حالة الاقتصاد المصري، أو عندما ترتفع التوقعات الإيجابية من المؤسسات والبنوك العالمية حول مستقبل الجنيه، عندما يزيد العرض ويزداد الطلب، هذه الحالة يتناقص. وبالعكس يرتفع سعر الدولار والعملات الأجنبية ويزداد الطلب عندما تكون الأخبار سلبية ومطمئنة على الاقتصاد ومستقبل الجنيه.

source : sa.investing.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *