قرار الاجتياح رهن توافق السياسة والسلاح

خطة إسرائيل لجلب العمال الأجانب تهدد الاقتصاد الفلسطيني

ويعاني نصف العاملين في قطاع غزة، البالغ عددهم 9000 عامل، مصيراً مجهولاً بعد أن ألغت إسرائيل تصاريح جميع العاملين في قطاع غزة، في أعقاب عملية “فيضان الأقصى” التي نفذها مقاتلو حماس في 7 الشهر الجاري. هؤلاء العمال، الذين كانوا في إسرائيل في ذلك الوقت، أصبحوا سجناء في قطاع غزة أو إسرائيل أو مضطهدين في الضفة الغربية.

واضطر مروان (60 عاما تقريبا) إلى الفرار مع آخرين قبل أيام عندما اقتحمت قوات الاحتلال قاعة “فينيكس” في بيت لحم، خوفا من اعتقاله، وطلبت الحماية في “كنيسة المهد”.

وقال مروان لـ«الشرق الأوسط» إنه منذ اضطراره للعودة إلى الضفة الغربية، انتقل هو وزملاؤه إلى أكثر من مكان بين رام الله وبيت لحم، بناء على تعليمات مسؤولين فلسطينيين. مداهمة إسرائيلية لاعتقالهم.

وأضاف: “لا أعرف لماذا يريدون اعتقالنا. لا أعرف لماذا علينا أن نهرب. نحن عمال دخلنا إسرائيل بشكل قانوني، كلنا مواطنون”.

مسلحون من “كتائب القسام” قرب معبر إيرز، 7 تشرين الأول (أ ف ب)

عاد مروان مع نحو 100 من زملائه إلى رام الله ومن ثم إلى بيت لحم، إلا أن غالبية زملائه اعتقلوا من قبل الجيش الإسرائيلي، وهو المصير الذي يخشاه مروان لأنه لا يعرف ما إذا كان سيستمر في الاضطهاد أو الاعتقال، أو أنه سيتعرض للاعتقال. سيعود إلى قطاع غزة وربما يموت هناك، لكنه يدرك أنه لم يعد يستطيع العمل في إسرائيل.

وتدخل عامل آخر اسمه سليم وقال: “رجعونا إلى غزة، من الأسهل علينا أن نموت هناك أكثر من هذا الوضع”.

ومع بدء هجوم حماس، ألغت إسرائيل تصاريح أكثر من 18 ألف عامل من قطاع غزة يعملون في إسرائيل، نصفهم في قطاع غزة والنصف الآخر في أماكن عملهم.

ومن بين 9000 عامل كانوا في إسرائيل في السابع من الشهر الجاري، تعتقل إسرائيل اليوم نحو 5000 عامل، ولا يسمح للمحامين بزيارة أي منهم ولا يعرف مكان وجودهم.

فلسطينيون يعبرون من بيت حانون شمال قطاع غزة للوصول إلى إسرائيل عبر معبر إيرز، نيسان 2024 (AFP)

وأكد مسؤول إسرائيلي أن العمال محتجزون في موقع أمني وأن مساعدتهم المحتملة لحماس في تنفيذ هجومها الكبير قيد التحقيق.

علاوة على ذلك، تخشى إسرائيل من أن بقاء العمال في الضفة الغربية سيحاولون الانتقام مما يحدث لعائلاتهم في غزة، وتنتظر نهاية الحرب لتقرر مصيرهم.

وقال بيان لوحدة تنسيق الأعمال الحكومية في الأراضي الفلسطينية إن مسألة بقائهم في المنشأة الإسرائيلية أو نقلهم إلى مكان آخر سيتم النظر فيها حسب تطورات الوضع.

ارتفاع معدل البطالة

إن التوقف الدائم لعمل عمال غزة في إسرائيل يهدد بارتفاع معدلات البطالة هناك. قبل الحرب، كان معدل البطالة في غزة حوالي 50%، وهو رقم سيرتفع بشكل كبير بعد الحرب.

ويجلب العمال الفلسطينيون إلى قطاع غزة نحو 90 مليون شيكل شهريا، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والمتدهور هناك، وهو رقم ساعد على استعادة الوضع الاقتصادي إلى حد ما.

لكن القضية قد لا تقتصر على العمال في غزة، بل يمكن أن تلحق الدمار بجميع العمال الفلسطينيين في إسرائيل.

فلسطينيون يقضون الليل في غرفة المسح في معبر إيرز بانتظار دخول إسرائيل في أيلول/سبتمبر الماضي (رويترز)

وبحسب وزير العمل الفلسطيني نصري أبو جيش، فإن “160 ألف فلسطيني يعملون في إسرائيل هم (اليوم) عاطلون عن العمل”.

وسوف توجه إسرائيل ضربة قوية لاقتصاد الضفة الغربية إذا منعت جميعهم من العمل مثل سكان غزة. ولم يتخذ قرار بعد، لكن وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات دعا إلى تبني مبادرة لجذب 160 ألف عامل أجنبي ليحلوا محل العمال الفلسطينيين، الذين يأتي معظمهم من الهند. وقال بركات: “في ظل حالة الطوارئ، نحن مضطرون إلى زيادة نسبة العمال الأجانب في إسرائيل بشكل عاجل”.

وفي شهر مايو الماضي، وقعت إسرائيل اتفاقية مع الحكومة الهندية لجلب 10 آلاف عامل هندي.

ويريد بركات جذب 80 ألف عامل إلى قطاع البناء، ونحو 15 ألفاً إلى القطاع الزراعي، ونحو 22 ألفاً إلى القطاع الصناعي، ونحو 24 ألفاً للعمل في المطاعم.

وحاولت إسرائيل مراراً وتكراراً استبدال العمال الفلسطينيين، لكن الحسابات السياسية والاقتصادية حالت دون مثل هذه الخطوة.

وتراهن إسرائيل على أن الازدهار الاقتصادي سيكون له تأثير إيجابي على الوضع الأمني، لذلك فتحت في الأشهر الأخيرة المزيد من المرافق للعمال الفلسطينيين، مما زاد عدد العمال من غزة من 5000 إلى 18000، لكن عملية حماس تغيرت. جميع الحسابات.

ويعتمد الفلسطينيون إلى حد كبير على العمالة في إسرائيل في اقتصادهم. تعتبر فاتورة أجور العمال في إسرائيل أكبر فاتورة في الأراضي الفلسطينية، وأكبر من فاتورة أجور العاملين في السلطة الفلسطينية.

وتقدر سلطة النقد الفلسطينية أجور العمال الفلسطينيين الذين يعملون بتصاريح عمل رسمية داخل المستوطنات والخط الأخضر بـ 800 مليون شيكل (230 مليون دولار) شهريا، في حين يقدر متوسط ​​أجورهم السنوية (إجمالي عدد العمال) بـ 800 مليون شيكل (230 مليون دولار) شهريا. حوالي 9 ملايين شيكل. مليار شيكل (2.5 مليار دولار) سنويا. ومن الجدير بالذكر أن الأرقام المذكورة أعلاه لا تشمل جميع الأشخاص غير الرسميين الذين يدخلون إسرائيل دون تصاريح عن طريق التهريب، ويقدر عددهم بالآلاف.

أما فاتورة الرواتب الشهرية لموظفي الهيئة فتبلغ نحو 560 مليون شيكل (160 مليون دولار).

source : aawsat.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *