انخراط أميركي بحرب غزة.. هل تستعين بقواتها في سوريا والعراق

وبحسب التقرير، فإن هذه الخطوة تعكس التورط العميق لإدارة بايدن في الحرب في غزة ومستوى رؤية الحكومة في التخطيط العسكري الإسرائيلي.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن من بين ضباط البحرية الذين تم إرسالهم اللفتنانت جنرال جيمس جلين. قاد جلين سابقًا العمليات الخاصة لقوات مشاة البحرية وشارك في العمليات ضد داعش في العراق.

ولا يقوم جلين وغيره من الضباط العسكريين الأمريكيين بتوجيه العمليات، ولكنهم يقدمون المشورة العسكرية للجيش الإسرائيلي بشأن خططه في غزة، وخاصة الغزو البري الإسرائيلي المتوقع.

وتبادل الضباط الأمريكيون الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من الحرب ضد داعش في الموصل.

ونقل الموقع الأمريكي عن مصادر وصفها بـ”المطلعة” قولها: من غير المتوقع أن يبقى جلين في إسرائيل لمراقبة الغزو البري للجيش الإسرائيلي.

ويثير التورط العسكري الأميركي في العملية تساؤلات حول مدى هذا التورط وإمكانية نشر قوات أميركية في العراق وسوريا في هذه الحرب.

الوجود الأمريكي في العراق وسوريا

الخبير العسكري العراقي اللواء ماجد القيسي، مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات الدولية، يوضح في تصريحات خاصة لسكاي نيوز عربية الوجود الأمريكي في العراق وسوريا، ومهام هذه القوات، وقدرة لنشرها في الصراع وتحقيق الردع.

  • ويبلغ عدد القوات الأميركية في العراق 2500 جندي، بعد أن وصل عددهم إلى 5000 وتم تخفيضه في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
  • وتم تخفيض القوات الأمريكية في العراق حاليًا من تسع قواعد إلى اثنتين فقط، وهما قاعدة عين الأسد في الأنبار وقاعدة حرير في أربيل.
  • وتغيرت أدوار القوات الأميركية في العراق، حيث قامت بمهام دعم جوي واستخباراتي خلال الحرب ضد داعش، لكنها تقتصر حاليا على المشورة والتدريب فقط.
  • ولم يزد عدد القوات الأميركية في العراق في الآونة الأخيرة، لكن يتم استبدال القوات، وهو أمر روتيني في الجيش الأميركي، إذ أن كل قوة لها مدة وتغيرات محددة.
  • ومؤخراً، تم استبدال قوات الحرس الوطني الأمريكي في العراق بالفرقة الجبلية العاشرة. أما بالنسبة لعدد القوات وآلية عملها، فهي تعتمد على العدد المتفق عليه بين بغداد وواشنطن، وهو 2500 جندي، حسبما قال الحرس الوطني الأمريكي. الاتفاقية الأمنية الأخيرة الناشئة عن الإطار الاستراتيجي.

وإلى جانب القوات الأميركية في العراق، هناك قوات الناتو التي يقدر عددها بـ 400 جندي، ومهمتها مساعدة القوات العراقية في التدريب وزيادة الاستعداد.

  • أما في سوريا فيبلغ عدد القوات الأمريكية المتواجدة 900 جندي، ويتم استبدالهم بين الحين والآخر. وتنتشر في مناطق التنف وشرق دير الزور، وأكبر قاعدة هناك هي قاعدة العمر الميدانية.
  • وتنتشر القوات الأميركية أيضاً في الحسكة وتل البيدر والقامشلي وغيرها من المناطق. وهناك قوات أخرى من إيطاليا وهولندا وفرنسا ولكن بأعداد قليلة، ولا تشارك ألمانيا إلا بالتزود بالوقود أو نقل الطائرات.
  • إن مهمة القوات الأمريكية وقوات التحالف في سوريا هي محاربة داعش لأنها، على عكس القوات الموجودة في العراق، لا تزال منخرطة في القتال.
  • وتشمل مهام هذه القوات أيضاً دعم حلفائها المحليين، المتمثلين في قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى منع نظام بشار الأسد وحلفائه من الوصول إلى الموارد النفطية في دير الزور إلى ممارسة الضغط. سياسيا واقتصاديا.
  • كما يخدم وجود القوات الأمريكية في سوريا غرضًا آخر أعلنته الحكومة الأمريكية، وهو منع تمدد النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان والبحر الأبيض المتوسط، ومراقبة الأنشطة الإيرانية في هذه المنطقة.
  • وعلى جانبي الحدود العراقية السورية، هناك تنسيق بين القوات الأمريكية في البلدين للتعاون المعلوماتي والاستخباراتي، وتقوم الإدارة المركزية في قطر بهذا التنسيق.

من الاحتواء إلى الردع

يوضح مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات الدولية أن القوات الأمريكية في العراق وسوريا اضطرت إلى احتواء إيران وأسلحتها في السنوات الأخيرة.

لكن بعد التصعيد الأخير في غزة، قد تنتقل السياسة الأمريكية من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة الردع، خاصة بعد التصعيد الأخير ضد القواعد في سوريا والعراق.

ويمكن تحقيق هذا الردع من خلال حاملات الطائرات الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط، جيرالد فورد وآيزنهاور، بالإضافة إلى السفن البريطانية واليونانية والفرنسية، بالإضافة إلى الوجود العسكري الأمريكي في إسرائيل.

وجود قوات دلتا في إسرائيل، والتي تشمل واجباتها تحرير الرهائن والقيام بعمليات محددة صغيرة أو القيام بعمليات خلف خطوط العدو.

ومن المتوقع أنه في حالة فشل الجهود الدبلوماسية في تحرير الرهائن، فسيتم التنسيق بين هذه القوات والقوات الخاصة الإسرائيلية، لكن العائق هو عدم توفر معلومات عن الرهائن.

أسباب التدخل الأمريكي

ويرى مدير برنامج الأمن والدفاع التابع لمركز صنع السياسات الدولية، أن تورط الولايات المتحدة في الحرب الدائرة بإرسال جنرال من مشاة البحرية الأمريكية والعديد من الضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين، بالإضافة إلى وجود بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن، يرجع إلى لعدة أسباب وهي:

  • حكومة الحرب التي تشكلت في إسرائيل هي حكومة ضعيفة ولذلك حظيت بدعم رئيس الأركان السابق ووزير الدفاع السابق والعديد من القادة الأمنيين السابقين.
  • ولا تمتلك هذه الحكومة الخبرة الكافية لإدارة الحرب الحالية، خاصة أنها تدور في مناطق حضرية مأهولة بالسكان.
  • إن وجود بايدن وأوستن في اجتماعات حكومة الحرب ليس فقط تعبيراً عن الدعم لإسرائيل، ولكن لأن هذه الحكومة متهورة وفقدت توازنها ويمكنها اتخاذ قرارات خطيرة، فإن واشنطن تريد أن تحكم عليهما وفق التقديرات الأمريكية و فرض قيود على الحكومة. هو – هي.
  • وحرصت واشنطن على منع اتساع نطاق الصراع، خاصة في ظل الجهود الرامية إلى تأجيج الجبهات العراقية والسورية واللبنانية.
  • ولا تريد واشنطن التدخل بشكل مباشر في هذه الحرب، نظرا لوجود الجبهة الأوكرانية، إضافة إلى مخاوفها من دخول الصين إلى مناطق استراتيجية خاضعة للنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط وإفريقيا، وموقف بكين من الحرب. في أوكرانيا وغزة.
  • وهناك تردد في تنفيذ العملية البرية، خاصة أنها في ظل القصف الإسرائيلي الهستيري قد تؤدي إلى ردة فعل من أطراف أخرى لها مصالح أميركية.

اندلاع محتمل

وقال الخبير العسكري السوري مالك الكردي في مقابلة خاصة مع سكاي نيوز عربية:

  • وتأتي التظاهرة الكبرى للقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها في إطار إرسال رسائل تحذيرية إلى كافة دول المنطقة من مغبة التدخل في الصراع.
  • هناك فرص أمام الفصائل والجماعات للهروب من السيطرة في البيئة الإقليمية لفلسطين، سواء من خلال التمرد الطبيعي أو من خلال الضغط من وراء الكواليس من القوى المسيطرة وقت الهجوم البري. القوات الأمريكية وحلفاؤها لشن غارة جوية مفاجئة ضد هذه القوات المتمردة.
  • ومن الممكن أن تقوم إيران بتحريض بعض الفصائل على الحدود السورية واللبنانية للقيام ببعض التحركات العسكرية المحدودة على الحدود اللبنانية والسورية المتاخمة لإسرائيل، بهدف الحفاظ على بقاء البلاد كدولة عاملة في القضية الفلسطينية.
  • لكن هذه الخطوة قد تسبب ارتباكا في صفوف القوات الإسرائيلية المهاجمة وتضر بمعنويات مقاتليها الذين يعانون أصلا من توتر نفسي. ولذلك، فإن مهمة هذه القوات المسلحة هي التعامل مع هذه المواقف المحتملة.


source : www.skynewsarabia.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *