“داوود عبد السيد. سينما الهموم الشخصية” كتاب جديد لعلاء خالد

رأى الشاعر والروائي المصري علاء خالد أن كتابه الجديد «داود عبد السيد.. سينما هموم شخصية» هو شهادة عاشق السينما وداود عبد السيد وجيله من المخرجين في الثمانينيات. الجيل الأخير الذي لديه رموز مشتركة مع الجمهور، وليس مع مجموعات أو جماعات منه، بحسب ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.

ويحتوي الكتاب الذي يقع في 216 صفحة، والذي أصدرته دار المرايا للنشر في مصر، على تجربة نادرة، حيث يقدم شاعر وروائي مشهور، في الجزء الأول من الكتاب، قراءة لمشروع مخرج سينمائي ساهم في تشكيل مسيرته المهنية. الوعي طوال سنوات حياته.

وفي الجزء الثاني من الكتاب، يعزز هذه القراءة من خلال أحاديث مطولة مع داود عبد السيد وبعض أعضاء فريق عمله، أبرزهم مصمم الديكور الداخلي أنسي أبو سيف والملحن راجح داود.

المحادثة الأولى

وذكرت الوكالة أن مشروع الكتاب بدأ “بأحاديث مطولة دارت بين خالد وداود عبد السيد، بدأت عام 1993 واستمرت بعد ذلك، إلا أنه قرر إعادة صياغتها لتأخذ شكلها النهائي على شكل نص نقدي ينشر في تفاعلات مع الأسئلة التي تثيرها الأفلام والرسائل والرموز التي تنطوي عليها.

ويعتبر داود عبد السيد، من مواليد عام 1946، أحد أبرز مخرجي السينما المصرية المعاصرة. بدأ مسيرته بتقديم الأفلام الوثائقية أهمها (إرادة حكيم في شؤون القرية والتعليم). ) 1976، و(العمل في الميدان) 1979، و(عن الناس والأنبياء والفنانين) 1980، ثم تحول تركيزه بعد ذلك إلى تقديم أفلام روائية طويلة حظيت باهتمام نقدي، وحقق بعضها نجاحا جماهيريا كبيرا.

وتصدرت أفلامه “الصعاليك” و”الكيت كات” و”أرض الأحلام” و”سارق الفرح” و”أرض الخوف” و”المواطن والمحقق واللص” و”رسائل البحر” إلى قائمة الأفلام الأكثر رواجاً. أهم 100 فيلم عربي، أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013، وكرمه مهرجان الجونة السينمائي عام 2018، وأعلن اعتزاله عام 2024.

وأشار علاء خالد إلى أول مرة شاهد فيها فيلما لداود عبد السيد، وهو فيلم “الصعاليك” الذي تم إنتاجه عام 1985 وتدور أحداثه في مدينة الإسكندرية.

ويرى خالد، الذي ينتمي هو نفسه إلى هذه المدينة القديمة، أن الفيلم “يكسر الصورة النمطية للإسكندرية، التي تحولت في الفيلم إلى مكان مركزي تناقش فيه القضايا الكبرى مثل الفساد، بعيدا عن شغف التعدد وهويتها”. . “

أبطال غير سياسيين

ويشير الشاعر والروائي المصري إلى أن أبطال هذا الفيلم على وجه الخصوص هم “أبطال هامشيون غير سياسيين، ويحظون بالاحترام ليس بسبب رؤية أخلاقية أو سياسية، بل بسبب ميلهم إلى الحرية والتحرر والصدق تجاه أنفسهم”.

يعتبر أفلام داود عبد السيد بشكل عام نصوصًا أدبية، ويحللها في المقام الأول كصورة بصرية. إنه يفضل منطق الكتابة ويمجد ما يسميه “الفردانية”. عن صورة المجتمع التي تعكس الفرد، “لكن الفرد هو الذي يعكس مجتمعا موازيا. أو واقع آخر غير هذا الواقع المسيس بشكل مباشر”.

ويضع الكتاب سينما داود عبد السيد في سياق صعود موجة أفلام الواقعية الجديدة في الثمانينيات، والتي قدمها مخرجون مثل عاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة.

ويشير الكتاب إلى أنه في هذه الأفلام تشكلت مشاعر جديدة لا تفسر الواقع سياسيا أو أخلاقيا أو طبقيا، بل كخليط جديد من كل ذلك، مع إضافة لمسة شعرية، نابعة من الإيمان بالفرد الذي احتلت مقدمة المسرح.

لقد شهدت الأفلام تحولات

ويرى خالد أن أفلام تلك الموجة صورت التحولات الاقتصادية وجعلت من هذا الواقع هدفا مباشرا للتغيير، لكن صورته انعكست على الفرد. ولذلك فهي من وجهة نظره مليئة بـ«كل عناصر التنوير والحداثة من خلال التزامها بالفرد».

وبحسب الكتاب، فإن الفرد المولود في أفلام تلك الموجة يتمتع بخصائص جديدة، إذ يمتلك أيديولوجية داخلية غير مفسرة للمقاومة أو التحرر، تحركها الصدفة.

وخاصة في أفلام داود عبد السيد، هناك «مثل أعلى» من وجهة نظره، لكنه لا يصنعه المجتمع وليس هذا الفرد، لأنه يمتلك مرجعية إنسانية واسعة ورؤية للمقاومة تتجاوز حدود الإنسان. أيديولوجية.

ويوضح علاء خالد أن هذا التحول في صورة البطل يأتي من إرث الوعي الجمعي اليساري، بعد هزيمة 1967 الحاسمة التي ضربت الوعي العام في مصر. وبالتالي، بنيت سينما جيل الثمانينات على أنقاض هذا الجيل. إرث ممزق، لكنها سعت إلى إعادة خلق هذا الفرد واستعادة صورته في سياق الوعي.

ويشير الكتاب إلى أن ما يميز سينما داود عبد السيد هو تفضيلها للأحلام والتسامح والتضحية والسمو الإنساني، مشيرا إلى أنه في أفلامه مزج القضايا العالمية بوجوده الشخصي.

ويتوقف الكتاب عند حضور الراوي في هذه الأفلام ويؤكد على أنه أقرب إلى الصوت الداخلي الذي يحمل نبرة الكشف عن الذات، وأن ذلك لا يمنح إلا لمن له ماض يعبر عنه بصيغة الماضي. قصص طويلة. مونولوجات يحكي فيها الأبطال ماضيهم، وبجانبه الراوي الخبير صاحب الشعور التصريحي الذي يقدم رواية محايدة بلا عاطفة.

يبرر الجنس في أفلامه

ويبرر الكتاب تزايد حضور الجنس في أفلام داود عبد السيد من خلال التأكيد على أن الجنس في تلك الأفلام يرتبط أحيانًا بوظيفة تحررية وتنويرية، وأنه يستخدم أيضًا كأحد أدوات كسر حواجز الطبقة الاجتماعية، سد الجغرافيا والجغرافيا. وكل الفراق الذي يظلم إنسانًا عن آخر.

يعتبر الشاعر والروائي علاء خالد، المولود عام 1960، من أبرز الأصوات المبدعة في جيل الثمانينيات. أسس مجلة “إمكانية” وهي مجلة غير دورية تعنى بثقافة المكان. أصدر عدة دواوين شعرية، منها ديوان «الجسد عالق بإرادة الحبر»، وديوان «طقوس الجسد يولد الرمز»، وديوان «حياة مفترضة»، وكذلك ديوان «ليلة سعيدة». .

كما كتب خالد مجموعات نثرية، منها “أسطر الضعف”، و”الأزرق الحزين”، و”وجوه إسكندرية”. روايته الأولى «ألم خفيف مثل ريشة طير تنتقل بهدوء من مكان إلى آخر» صدرت عن دار الشروق عام 2009، وحصل على جائزة أفضل ديوان شعر في دورة القاهرة الدولية العام الماضي. معرض الكتاب.

إقرأ أيضاً:

source : asharq.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *