غزة والمؤتمر الدولي.. ولماذا غاب البيان الختامي؟ – عماد الدين حسين


تم النشر بتاريخ: الأحد 22 أكتوبر 2024 – 9:30 مساءً | آخر تحديث: الأحد 22 أكتوبر 2024 – 9:30 مساءً

لقد كانت القمة الدولية التي استضافتها مصر أول من أمس في غاية الأهمية، وكشفت إلى حد كبير عن المواقف الفعلية لجميع الأطراف إزاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويؤكد حضور 34 دولة، من بينها الأمين العام للأمم المتحدة على مستوى القادة ووزراء الخارجية، نجاح مصر في جمع هذا العدد في فترة قصيرة للغاية، إلا أن عدم صدور إعلان نهائي أحدث الانقسام الكبير بين الدول. ضوء. مصر وبعض الدول العربية، وبين أوروبا والولايات المتحدة في العديد من البديهيات فيما يتعلق… بالقضية الفلسطينية.
وما كشفه وأكده ذلك هو اندفاع الولايات المتحدة وأغلبية الدول الأوروبية إلى دعم إسرائيل بشكل غير مسبوق بعد عملية “طوفان الأقصى” صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
ولا أعتقد أن دولة عربية أو حتى غير عربية كان يمكن أن تتخيل أن الانحياز الغربي لإسرائيل سيكون بهذا الشكل وهذا الطريق، إلى درجة تدفع أغلبية زعماء الغرب إلى التدافع إلى إسرائيل، وكأنما وكانا يؤديان مناسك الحج بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن ومعه وزير دفاعه ووزير خارجيته، ووقع الأخير في حبهما. لقد ارتكب خطأً فادحاً عندما قال إنه جاء إلى تل أبيب كسائح. يهودي وليس فقط كوزير للخارجية.
لقد رأينا الولايات المتحدة ترسل حاملتي طائرات، وتنشر قوات في إسرائيل، وتفتح جميع إمداداتها العسكرية لتلبية كل ما تحتاجه إسرائيل في عدوانها السافر على غزة.
كما رأينا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يفعل الشيء نفسه، إلى جانب وزير خارجيته، وفعل الشيء نفسه المستشار الألماني أولاف شولتز مع وزير خارجيته، ومن ثم وزير الخارجية الفرنسي. واحتشدوا جميعا خلف إسرائيل فيما قالوا إنها “محاكمة وجودية”.
ومنهم من زار بعض العواصم العربية، ليس للبحث عن حلول للمشكلة الأصلية وهي الاحتلال الإسرائيلي، بل لنقل وتأييد الموقف الإسرائيلي.
وكان من المقرر أن يلتقي بايدن بالملك الأردني والرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني في عمان بعد زيارة إسرائيل. ومن وجهة النظر العربية، كان اللقاء فرصة لإقناع بايدن بأن يكون موضوعياً، ولو إلى حدٍ ما، في إقناع إسرائيل بوقف عدوانها الغاشم على المدنيين في غزة. وقبل ساعات من هذه القمة الرباعية التي كان من المفترض أن تعقد في عمان الأربعاء الماضي، قصفت إسرائيل المستشفى المعمداني في غزة، فقتلت أكثر من 500 شخص، وحاولت إلصاق الأمر بالمقاومة. وظن السذج والأبرياء أن هذه الجريمة كافية ليجعل الحجر الصحي يتكلم ويظهر للمتطرفين الصورة الصحيحة، لكن بايدن الذي كان في إسرائيل حينها اتهم المقاومة الفلسطينية بأنها هي من قصف المستشفى وأن إسرائيل وكان بريئاً حتى قبل أن يتأكد من صحة هذه المعلومة أو الكذب.
وهذا التوجه أقنع الدول العربية الثلاث بعدم جدوى عقد القمة، خاصة وأن الرسالة الأميركية كانت واضحة، وهي أننا لن نضغط على إسرائيل لوقف العدوان، بل سنمنحها كل السبل لاستكمال نشاطها. . مهمة في غزة!! ولذلك ألغيت القمة وأعلنت الدول الثلاث الحداد على ضحايا المستشفيات.
زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة، وعندما جاء إلى القاهرة سمع من الرئيس السيسي ما لم يتوقعه على الهواء مباشرة، سواء كان ضحايا الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين أو معاملة العرب والمسلمين لليهود.
ولم يترك الغرب أي مؤشر أو دليل على انحيازه ضد إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، خاصة عندما استخدمت أمريكا وبريطانيا وفرنسا حق النقض ضد مشروع القرار الروسي لوقف القتال وتقديم المساعدات، أو ضد مشروع القرار البرازيلي. القرار تقديم المساعدات فقط
ورغم كل ذلك، كان واضحا ما سيفعله الأوروبيون والأمريكيون يوم السبت الماضي في القمة بالعاصمة الإدارية.
وكان الأمر في كل كلماتهم وكأنهم يقرؤون من ورقة واحدة سلمت لهم من مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أو من واشنطن. وجميعهم يدينون المقاومة ويؤكدون على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، دون أن يتجرأوا على القول بأن المقاومة لها حق الدفاع المشروع ضد الاحتلال منذ الخامس من حزيران (يونيو) 1967.
ورفضوا إصدار بيان يتضمن الحد الأدنى من الموضوعية ووقف القتال وإدخال المساعدات، وأصروا على وصف المقاومة بالإرهاب. ولذلك كان من المنطقي أن ترفض مصر ومعها الدول العربية ذلك. وقد أدلى ببيان مستقل ومهم حول المؤتمر ورؤيته للحل، بالإضافة إلى خطاب الرئيس السيسي المهم والقوي والجريء في افتتاح المؤتمر، وأعتقد أن هذا هو أقوى موقف مصري من القضية منذ سنوات فلسطينية. مشكلة.
أسقط المؤتمر الدولي في العاصمة الإدارية ما بقي من ورقة التوت الصغيرة للغرب في كل ما يقوله عن حقوق الإنسان والعدالة والمساواة.


source : www.shorouknews.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *