محللون: توقعات بمواصلة ارتفاع معدلات التضخم وسط احتمالية تخفيض الجنيه مجددا

• أبو الفتوح: التضخم قد يصل إلى 42% في الربع الأول من 2024
• الشافعي: من الصعب وضع سقف لذروة التضخم في الفترة الحالية

ويتوقع الخبراء والمحللون أن يستمر التضخم في المناطق الحضرية في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، ليصل إلى 40% بنهاية عام 2024، مع استمرار موجة التضخم في تجاوز هذا المستوى في الربع الأول من عام 2024، مع احتمال تراجعه. عازياً ذلك إلى أزمة نقص العملة الأجنبية، بحسب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي يضع المزيد من الضغوط على أسعار السلع الأساسية.

في الوقت نفسه، أوضح محللون لـ«الشروق» أنه من الصعب تحديد ذروة التضخم بسبب المتغيرات العالمية، خاصة في المنطقة العربية فيما يتعلق بالحرب في غزة.

ارتفع معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلك في المدن المصرية إلى 38% في سبتمبر الماضي، مقارنة بـ 37.4% في أغسطس الماضي، مسجلا ارتفاعا قياسيا للشهر الرابع على التوالي، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. كما واصل معدل التضخم في الجمهورية بأكملها ارتفاعه الشهر الماضي، ليصل إلى 40.3%، مقارنة بـ 39.7% في أغسطس السابق.

توقع مصطفى شافي، رئيس قسم البحوث بالعربية أونلاين، استمرار ارتفاع معدل التضخم في المدن المصرية إلى 40% بنهاية العام الجاري، وارتفاعه فوق هذا المستوى في الربع الأول من عام 2024. خاصة أن مصر، بغض النظر عن مشاكل العالم، لديها أزمتها الخاصة: أزمة نقص العملة الأجنبية وإمكانية تخفيض قيمة العملة بموجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، مما يضغط على معدلات التضخم.

وأوضح الشافعي أنه من الصعب تحديد سقف للتضخم في الفترة الحالية لأنه يتعرض للعديد من المتغيرات الجديدة والسريعة التي تحدث على الساحة العالمية، وأرجحها اندلاع الحرب في الأراضي الفلسطينية، واستمرار الحرب. العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتفاع سعر خام برنت عالمياً، وبالتالي يصعب تحديد سقف له. هناك زيادات معينة في الفترة الحالية، ومن الصعب التنبؤ متى سيبدأ التضخم في الانخفاض مرة أخرى.

وأضاف الشافعي أن طرح شهادات مصرفية ذات عائد مرتفع، مثل تلك التي يقدمها بنك ناصر بعائد 66%، والبنك العربي الأفريقي الدولي بعائد 40% مقدما، أو 65% لمدة ثلاث سنوات في نهاية الشهر، هذا كل هذه الفترة تشير إلى تكهنات بأن معدلات التضخم ستستمر في الارتفاع، وهو ما يفسر أن الغرض من ذلك هو امتصاص السيولة وتقليل المعروض النقدي وبالتالي السيطرة على التضخم، لكن ذلك ليس العلاج لحل الأزمة، ويرجع ذلك أساساً إلى التضخم في مصر. ليس نتيجة لزيادة الطلب، بل لأسباب أخرى، إما عالمية أو بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية بعد أزمة نقص العملة.

أصدر بنك ناصر الاجتماعي، الأربعاء الماضي، شهادة بأعلى عائد في السوق المصرفية 66% لمدة ثلاث سنوات، سيتم صرفها في نهاية المدة.

كما أتاح البنك العربي الأفريقي الدولي لعملائه شهادة ادخارية نهاية شهر يوليو بفائدة 40%، يتم صرفها بمجرد ربط شهادة الادخار، مع حصول العميل على فائدة 3 سنوات مقدما، من خلال شهادة الادخار الثلاثية بالجنيه مدفوعة مقدماً من البنك العربي الأفريقي الدولي بعائد تراكمي.

ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس إلى 19.25% في اجتماعه في أغسطس الماضي، ليرتفعها بمقدار 300 نقطة أساس منذ بداية العام وبواقع 800 نقطة أساس خلال العام الماضي.

كما توقع هاني أبو الفتوح، الخبير المصرفي، استمرار ارتفاع التضخم خلال الفترة المقبلة بسبب الارتفاع المستمر في أسعار السلع والمواد الأولية في السوق العالمية، وهو ما سيحدد سقف الزيادات عند مستوى أن ما بين 40 و42% في الربع الأول من 2024، في ظل التطورات العالمية مثل الاضطرابات في الشرق الأوسط والارتفاع الكبير في أسعار النفط بسبب الحرب، قبل أن يعود التضخم في الربع الثاني من العام المقبل إلى مستوى طفيف. انخفاض. سنة.

وأوضح أبو الفتوح أن ارتفاع معدلات التضخم يعود إلى القفزات الكبيرة في أسعار السلع الغذائية، خاصة اللحوم والدواجن والخضروات، وارتفاع أسعار الوقود والكهرباء. وأشار إلى أن إصدار البنوك لشهادات ذات فائدة عالية الجودة ينبع من توقعاتها باستمرار ارتفاع معدلات التضخم.

توقع عهد معاطي، المدير التنفيذي لشركة iMarkets للاستشارات المالية في مصر، أن يستمر معدل التضخم في مصر في الارتفاع بين 3 و5% في الربع الأول من العام المقبل، خاصة مع ارتفاع سعر برميل النفط عالميًا إلى 90 دولارًا. للبرميل الواحد، ومن المحتمل أن يرتفع أكثر بسبب استمرار الحرب في غزة، الأمر الذي سيؤدي أيضاً إلى زيادة تكاليف التأمين على البضائع والنقل البحري، كما سيؤثر سلباً على إيرادات السياحة بسبب السياح. “الخوف من الاضطرابات في الشرق الأوسط.

سارة سعادة، كبيرة المحللين الاقتصاديين في بنك الاستثمار سي آي كابيتال، تعارض ذلك، مؤكدة أن التضخم ارتفع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، تغذيه سلة الغذاء. وإذا كانت مبادرة تخفيض المنتجات تساهم في ضبط أسعار المواد الغذائية، فلا بد أننا وصلنا بالفعل إلى ذروة التضخم، وقد وصلت بالفعل. ونشهد تراجعاً في التضخم خلال الأشهر المقبلة إذا لم يحدث تغيير في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.

وتوقع صعدة أن يظل السعر الرسمي للدولار مقابل الجنيه ثابتا حتى نهاية العام الجاري، لكن إذا حدث تغيير في سعر العملة، خاصة مع توقع المراجعة في النهاية مع صندوق النقد الدولي. واعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام قد نشهد موجة جديدة من التضخم، مما يشير إلى تسارع الأحداث، ولا يمكننا التأكد من سقف التضخم في الوقت الحالي.

وأضافت أن توقعات التضخم تعتمد على حركة سعر الصرف والقدرة على إبقاء أسعار المواد الغذائية تحت السيطرة، خاصة أن المواد الغذائية وحركة أسعار الوقود من العوامل التي تشكل أكبر الضغوط على التضخم.

وأوضح صعدة أن معدلات التضخم تخضع لعدة متغيرات سريعة وأنه لا يمكن التأكد من تحديد سقف للزيادات خلال الفترة الحالية، لكن من المتوقع أن ينخفض ​​التضخم في فبراير المقبل بفضل المعادلة مع سنة الأساس. .

وتواجه مصر نقصا في العملات الأجنبية حيث انخفضت قيمة الجنيه ثلاث مرات منذ بداية عام 2024.
ووفقا لبلومبرج، تراهن الأسواق حاليا على التهديد بطرح عام أولي جديد للعملة المصرية، نظرا للضغوط المتزايدة التي تتعرض لها في ظل استمرار ندرة سيولة العملة.


source : www.shorouknews.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *