نص كلمة الرئيس السيسى أمام قمة القاهرة للسلام: تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث


بقلم محمد الجالي

السبت 21 أكتوبر 2024 الساعة 12:53 مساءً

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر تدين بشكل قاطع استهداف أو قتل أو ترهيب كافة المواطنين المسالمين، معربًا عن استغرابه الشديد من أن العالم يقف متفرجًا على حدث كارثي. أزمة إنسانية تؤثر على مليونين ونصف مليون فلسطيني. ويتعرضون في قطاع غزة للعقاب الجماعي والحصار والمجاعة والضغوط العنيفة للتهجير القسري، في ممارسات يرفضها العالم المتحضر… الذي أبرم الاتفاقيات وأنشأ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، لتجريم ذلك ومنعه. وتكرار ذلك، يدفعنا إلى إعادة تأكيد دعوتنا لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.

جاء ذلك خلال كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام قمة القاهرة للسلام، بحضور عدد كبير من القادة والقيادات.

نص كلمة الرئيس السيسي:

بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب الجلالة والسمو.. الملوك والأمراء ورؤساء الدول والحكومات،

أصحاب السعادة السادة رؤساء الوفود،

السيدات والسادة،

نجتمع اليوم في القاهرة، في زمن صعب.. يختبر إنسانيتنا، قبل مصالحنا.. يختبر عمق إيماننا بقيمة الإنسان وحقه في الحياة.. الذي ندعي أننا نعتنقه ، السؤال والاستكشاف.

وأقول لكم بصراحة.. إن شعوب العالم أجمع، وليس شعوب المنطقة فقط.. تنتظر بأعين واسعة.. مواقفنا في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، على خلفية التصعيد العسكري الحالي . منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وتدين مصر بشكل قاطع استهداف أو قتل أو ترويع جميع المدنيين المسالمين، بينما تعرب عن دهشتها الشديدة لأن العالم يشاهد أزمة إنسانية كارثية تؤثر على مليونين ونصف مليون فلسطيني. مكشوفة في قطاع غزة. غزة.. تتعرض لعقاب جماعي.. حصار ومجاعة.. وضغوط عنيفة للتهجير القسري.. في ممارسات يرفضها العالم المتحضر.. الذي أبرم الاتفاقيات والقانون الدولي والقانون الإنساني، وتجريمه ومنع تكراره… مما يدفعنا إلى إعادة تأكيد دعوتنا لتوفير… الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء.

دعني أسأل بصراحة:

أين قيم الحضارة الإنسانية.. التي بنيناها على مدى آلاف السنين والقرون؟

أين المساواة بين النفوس البشرية… دون تمييز أو تمييز… أو ازدواجية المعايير؟

ومنذ البداية، بذلت مصر جهودًا مضنية، ليلًا ونهارًا، لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة. ولم تغلق الدولة معبر رفح الحدودي في أي وقت. القصف الإسرائيلي المتكرر على غزة من جانبها الفلسطيني.. دون عمله.. وفي هذه الظروف الميدانية القاسية اتفقت مع الرئيس الأمريكي على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشراف وتنسيق مع الأمم المتحدة والأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني…وتوزع تلك المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة على السكان في…قطاع غزة.

السادة المحترمون،

ويجب على العالم ألا يقبل استخدام الضغط الإنساني لفرض النزوح. وأكدت مصر وكررت رفضها التام للتهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء، حيث إن ذلك ليس إلا تصفية نهائية للأراضي الفلسطينية. ونهاية لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة.. وإضاعة لنضال الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، بل وكل أحرار العالم، على مدى 75 عاما. عمر القضية الفلسطينية.

ومن يظن أن هذا الشعب الأبي الصامد سيرغب في مغادرة وطنه، حتى لو تم احتلال هذا البلد أو قصفه، فهو مخطئ في فهم طبيعة الشعب الفلسطيني.

كما أؤكد للعالم.. بكل وضوح ووضوح.. وبالتعبير الصادق أن إرادة الشعب المصري كله.. واحدا تلو الآخر: تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل. لن يحدث… وعلى أية حال… لن يحدث على حساب مصر… أبدا.

السيدات والسادة،

وهل هذه المنطقة محكوم عليها بالعيش في هذا الصراع إلى الأبد؟

ألم يحن الوقت للوصول إلى جذور مشكلة الشرق الأوسط؟

ألم يحن الوقت بعد لرفض الأوهام السياسية التي تزعم أن الوضع الراهن قابل للاستدامة؟ تنفيذ إجراءات أحادية.. واستيطان.. وتدنيس المقدسات.. وطرد الفلسطينيين من منازلهم وقراهم ومن القدس المقدسة؟

مصر… دفعت ثمناً باهظاً من أجل السلام في هذه المنطقة… بادرت إليه… عندما كان صوت الحرب أعلى… ولم تحافظ عليه إلا… عندما كان صوت العطاء الأجوف واحداً فقط … وبقيت عظيمة وقادت المنطقة إلى التعايش السلمي القائم على العدل.

اليوم تقول لكم مصر بالنصيحة الصادقة: إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير، وليس تهجير شعب بأكمله إلى مناطق أخرى. بل الحل الوحيد هو العدالة، حيث يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة. في تقرير المصير والعيش بكرامة وأمان، في دولة مستقلة على أرضهم.. مثلهم، مثل بقية شعوب الأرض.

السادة المحترمون،

إننا نواجه أزمة غير مسبوقة تتطلب الاهتمام الكامل لمنع اتساع نطاق الصراع وتهديد استقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين.

ولهذا السبب دعوتكم اليوم للمناقشة والعمل معًا للتوصل إلى توافق محدد حول خارطة طريق… تهدف إلى إنهاء المأساة الإنسانية الحالية وإحياء مسار السلام، عبر محاور مختلفة…بدءًا بضمان السلام الكامل، التدفق الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية. إلى أهل غزة… والبدء فوراً في مفاوضات لوقف إطلاق النار ووقف إطلاق النار… ومن ثم البدء بشكل عاجل في مفاوضات إحياء عملية السلام بما يؤدي إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، العيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية. …بينما تبذل جهود جادة لتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية حتى تتمكن من القيام بمهامها على أكمل وجه في الأراضي الفلسطينية.

السيدات والسادة،

فلنوجه رسالة إلى شعوب العالم.. أن يدرك قادتها عظم المسؤولية.. ويرون بأم أعينهم فداحة الكارثة الإنسانية.. وأنهم يشعرون بالألم من أعماقهم قلوبهم. قلوب، لكل طفل بريء يموت بسبب صراع لا يفهمه.. يأتيه الموت بقنبلة يدوية أو قصف.. أو يأتي ببطء. لا يجد علاجاً لجرحه… أو يمنعه الجوع من العثور على الطعام.

فلنرسل رسالة أمل لشعوب العالم… بأن الغد سيكون أفضل من اليوم.

شكرا.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







source : m.youm7.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *