ودع عيلته بحضن.. والد الطفل يوسف أبو شعر كيرلى يروى تفاصيل استشهاده (صور)


بقلم ناهر عبد النبي

السبت 21 أكتوبر 2024 الساعة 8:00 مساءً

شعره مجعد وأبيض وحلو وين حبيبي؟ هذه هي الكلمات التي ظهرت في أحد الفيديوهات التي انتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ظهر فيها طبيب فلسطيني وزوجته يبحثان عن طفلهما بين غرف الإنعاش والمشرحة، بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي لغزة.

وبعد ساعة كانت المدة التي استغرقها الطبيب الفلسطيني محمد حامد أبو موسى للبحث عن طفله يوسف بين غرف الإنعاش وغرفة الطوارئ وصولا إلى المشرحة، وهنا كانت الصدمة والنهاية من السعي. فوجد ابنه جثة هامدة، وكل ما فعله هو أن احتضن طفله واعتبره شهيدًا عند الله، وقال كلمة واحدة فقط: “الحمد لله”.

وفي تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، يروي والد الطفل تفاصيل أصعب يوم مر به في حياته قائلا: «لدي ثلاثة أطفال. الكبرى فتاة تدعى جوري ثم حميد، وأصغرها يوسف وعمرها 7 سنوات. زوجتي مصرية فلسطينية. لقد حصلت على الجنسية عن طريق حماتي لأنها مصرية من المشرق”. يوسف والأطفال جميعهم يحملون الجنسية المصرية. أعمل طبيبًا في قسم الأشعة بمستشفى ناصر، وفي يوم القصف الذي أصاب المنزل، كان لدي عمل طوارئ على مدار 24 ساعة يوميًا. يوسف كان يسألني دائمًا عن مواعيد عملي ويحسب متى سأذهب وما هو الوقت الذي سأغادر فيه وأعود إلى المنزل، وكل مرة أذهب إلى العمل كان يأتي ويعانقني ويقبلني، وكان أول شخص يأتي مسرعًا إلي عندما دخلت المنزل بعد العمل وعانقني وقبلني.

وتابع: “يوم القصف 15 أكتوبر ذهبت إلى العمل واحتضنني واتصل بوالدته وأخواته وقال إنه حضن عائلي. نحن جميعًا واقفون هناك ونحتضن بعضنا البعض. وصلت إلى العمل”. “وبعد ساعتين سمعت صوت القصف. المنزل لم يكن بعيداً عن المستشفى وكنا نعلم أنهم سيضربون الجميع وفي كل مكان. كنت قلقة لأن الصوت يأتي من المكان الذي أعيش فيه هناك. بدأت أسأل أين كان هناك قصف ولم يرد أحد اتصلت بزوجتي في المرة الأولى ولم ترد وفي المرة الثانية انفتح الخط وسمعت صوت صراخ فقدت أعصابي وذهبت إلى غرفة الطوارئ وعندما دخلت الطوارئ في الغرفة سمعت أصوات ابنتي ووالدتها وحميد يصرخون”.

وأكمل الطبيب حديثه قائلاً: “ذهبت لأحاول تهدئتهم ومراقبتهم، ثم ذهبت لأرى باقي المصابين، أولاد أخي وغيرهم، وسألت عن يوسف، وكل من سألت عنه”. “يوسف أدار وجهه عني وكأنه يركض ليجيب. دخلت غرفة الإنعاش ووجدت طبيبًا يعرفني ويعرف أطفالي، وأول ما دخلت إليه نظر إليّ، غرقت وفقدت أعصابي وبدأت أركض في كل مكان أنظر إليه. الذي كان يصور الأحداث والإصابات، فتح الكاميرا وبدأ بعرض صور الإصابات، رأيت الصورة وتعرفت على يوسف من ملابسه، فقلت: نعم، أين هذا؟ هز رأسه ولم يجب، ولكن كان هناك شخص خلفه. قال: حملته وذهبت به إلى الثلاجة، يعني المشرحة.

ذهبت إلى المشرحة ورأيت زملائي واقفين عند الباب. نظرت إليهم وكانوا جميعا ينظرون إلي بحزن. وهذا ما قاله الطبيب عندما وصل إلى أبواب المشرحة وقال: “لقد نهضت ولم أتمكن من المشي حتى أمسكوا بي ودخلت وقابلته وابن عمه الذي كان أكبر منه بسنتين، في نفس المشرحة، والتقيت بابن عمه الأكبر. كانت هناك أوقات كان أخي فيها ولكن كان من الصعب على زوجها التعرف عليها لأنها عبارة عن أجزاء من الجسم، وأصيب أطفال أخي أحدهم أصيب بكسر مركب في الفخذ والساعد، وشظايا في البطن وحروق، وابنته أصيبت بكسر في الحوض وجرح وصل إلى العظم في الظهر، كل ما قلته: “الحمد لله وحسبنا الله وتبارك وتعالى”.ضابط.

وقال والد الشهيد يوسف: لم أستطع أن أخبر والدته وأخواته. عندما سمع ابني بوفاة أخته أصيب بانهيار عصبي وكانت والدته في حالة صدمة وتجري هنا وهناك. وعندما سمعت الخبر طلبت رؤيته قبل الجنازة. حاولت كثيراً أن أقنعها بأن لا تراه على هذه الحالة، لكنها رفضت وأصرت. لم أعرف ماذا أفعل وهي تراقبه وتقبّله وتلمسه للمرة الأخيرة. كان الوضع صعباً عليها وعلينا جميعاً. الحمد لله على كل شيء. والدته الله يصبرها في كل مرة نقعد فيها مع بعض. لا نستطيع السيطرة على أنفسنا “يوسف كان محب الجميع، البيت كله كان يحبه، في النادي كانوا يحبونه، زملائي أحبوه، جده يحبه الله يرحمه يا حبيبي”.

وأنهى حديثه قائلاً: “لقد خسرت كل شيء، أقاربي وبيتي وحياتي، ولكن الخسارة الأكبر هي ابني الحبيب يوسف، اعتبره شهيداً عند الله، ولا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل”. لنا، وهو خير الأمور».


يوسف بملابس التخرج



ابو يوسف


ابو يوسف


يوسف في المدرسة


يوسف مع أخواته


يوسف مع عائلته







source : m.youm7.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *