لواحظ – محمود قاسم – بوابة الشروق


تم النشر بتاريخ: الجمعة 20 أكتوبر 2024 – 8:10 مساءً | آخر تحديث: الجمعة 20 أكتوبر 2024 – 8:10 مساءً

تضافرت رؤية المخرج حسن الإمام وكاتب السيناريو محمد مصطفى سامي في النظر إلى قصص حياة المصريين، ففي حياة كل أسرة هناك شاب نكد يرتاد الحانات في كثير من الأحيان، أو هناك يسود الجو اللطيف. فتاة تحب الرقص وتذهب إلى هذه الأماكن لتكتسب المجد والثروة وتختار الرجل المناسب لها. وهذا ما فعله الاثنان في كل الأفلام التي قدموها في دور العرض، بما في ذلك فيلم (لواحد) عام 1957، وهو واحد من عشرين فيلما أو أكثر. وجمع بين شادية وكمال الشناوي في الأدوار الرئيسية إلى جانب زوزو نبيل ومحمود المليجي ثم محمود إسماعيل وآخرين، حيث تتشابك الحكايات. “تجد الفتاة نفسها في عالم مليء بالمصائب، فهي مغنية وقد ورثت عن والدتها مهنة فتيات الليل، فهي ابنة الشهوة، ويوجد الآن في حياتها أكثر من رجل يدعي أنه كذلك”. والدها…بدءا من الرجل الذي تبناها ودخل السجن إلى ذلك التاجر الذي أحب والدتها لسنوات قبل أن يتزوجا وأنجبتها منه، ولأن القصص متشابكة فلا مانع من لويز تلتقي بضابط شرطة وتقع في حبه، ثم نكتشف جميعاً أنه شقيقها من جهة والدها، وقد أصبح هذا الأب الآن رجلاً عجوزاً وله عدد من الأبناء والبنات ويعيش حياة حتى نهاية حياته ولا يريد أن يفسدها بكشف حقيقة لاويز التي أخذت الضابط لتعيش معه كما نرى، وننتهي بمفاجأة تلو الأخرى تصدم أطفالها الأبرياء كما تلعب شخصية الأخت. من قبل كريمان، التي تتفاعل مع لواهيد كأنها خادمة، ولكن بمجرد أن تعرفت على طبيعتها الحقيقية تبادلت معها المشاعر، وبالتالي تغيرت مشاعر أفراد الأسرة، بما في ذلك زوجة الأب، التي كثيرا ما وقعت في شبابه في الخطيئة.
يعكس هذا الفيلم الحياة في منتصف القرن وكيف أصبحت الحانات المنزل الثاني للشباب والفتيات. لقد استمتعوا معًا، لكنهم اكتشفوا أنهم جاءوا من نفس البذرة. والغريب أن هذه الأفلام انتشرت بكثرة بين مخرجين آخرين، خاصة بركات وجمال مدكور وإبراهيم عمارة، حتى انتهى هذا الجيل وخرجت حكايات البار. إلى الحياة العادية مثل المصانع والمكاتب الإدارية. وعليه تغير مصير الأبطال الذين ماتوا في أفلام الحانات والحانات، وكذلك مصير لواهيد ووالدها. وعليه، فإننا هنا أمام بداية جديدة لشادية التي تركت الأدوار الخفيفة وبدأت تلعب دور العاهرة الخاطئة في أفلام لاحقة منها The Unknown Woman، The Thief and the Dogs. وطريقة حسن الإمام كان محاصرا في هذه الدنيا طوال حياته. الخطيئة موجودة دائمًا في الحياة العائلية، كما حدث في الخطايا. شفيقة القبطية والنون. حدث شيء مهم في حياة هذا المخرج في السنوات الأخيرة من حياته، حيث عمل على ترميم دور السينما القديمة كما كتب محمد مصطفى سامي، ومن هذه الأفلام الجنة تحت أقدامها المأخوذة عن فيلم بائع الخبز، الحب تحت البركان، مستوحى من فيلم الحب في الظلام، والعديد من الأعمال الأخرى. ومن الواضح أن هذه القصص تركت بصماتها على الكتاب الجدد في الأدب المصري التي صدرت في الخمسينيات وما بعدها، ومنهم رواية الطريق، والسمان، والخريف، وخان الخليلي، وزقاق المدق، وكذلك قنديل. أم هاشم والبوسطجي والعديد من الأسماء الأخرى التي ساعدت في إبقاء هذه القصص في عالمنا لعقود من الزمن. الحياة السينمائية، باعتبار أن هذه هي القصص المفضلة لدى المشاهد، باعتبار أننا شعب يتعاطف مع المظلوم، مثل شخصية لواهيد، التي لا تختار لنفسها هذا المصير الذي عاشته في حياتها، ولا هذه الولادة الصعبة. بين أب يبحث عن المتعة وأم مارست الدعارة قبل اعتناقها وموتها. والغريب أن هذه الأفلام توقف إنتاجها في نهاية القرن الماضي، ولأن هذه المواضيع لا تصلح للأفلام الكوميدية، فقد استمرينا طوال القرن نضحك مع النجوم الجدد وهم يتنافسون على… الناس والأفلام القرن الحالي ساعد المشاهدين على نسيان القصص القديمة، ولا أعتقد أن هذا الجيل يستمتع بقصص اللاوهيز وأقرانها، لذا من المهم تسليط الضوء على هذه الظاهرة من وقت لآخر بعد أن أصبحت تاريخاً سينمائياً.


source : www.shorouknews.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *