يقدم باحثان سياسيان أحدهما أميركي والآخر تركي لسكاي نيوز عربية توقعاتهما بشأن مستقبل العلاقات بين الثلاثي واشنطن وأنقرة وتل أبيب، في ظل احتمال استمرار الصراع في الأراضي الفلسطينية، بحسب ردا على ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت، إن الحرب ستكون “صعبة وطويلة”.
تطورات الموقف التركي
وفي بداية اندلاع القتال، الذي بدأ بهجمات شنتها الفصائل الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية، ردت إسرائيل بعدها بهجمات مكثفة على غزة، اتخذت أنقرة موقفا وصفه محللون بأنه “توازن حكيم”. وفي معرض حديثها عن التصعيد من الجانبين، قالت الخارجية الأمريكية: “نؤكد أن أعمال العنف والتصعيد المصاحبة لهذه الأحداث لا تفيد أحدا”.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول، قال أردوغان في خطاب متلفز: “نطلب من إسرائيل وقف قصف المناطق الفلسطينية، ومن الفلسطينيين التوقف عن مضايقة المستوطنات الإسرائيلية”.
وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول، ومع تزايد القصف الإسرائيلي لغزة وزيادة عدد الضحايا، وصف أردوغان ما يحدث في غزة بأنه “ليس حرباً بل جريمة إبادة جماعية”.
وتتجلى لهجة الانتقادات التركية لإسرائيل بعد الهجوم على المستشفى المعمداني في غزة يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، وبعد أن أعلنت إسرائيل مساء الجمعة الماضي توسيع عملياتها البرية في قطاع غزة، رافقها تكثيف القصف الجوي والمدفعي؛ وفي اليوم نفسه، دعا أردوغان إسرائيل إلى “وقف هذا الجنون”.
وفي 25 أكتوبر، أعلن أردوغان إلغاء زيارته لإسرائيل خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، كما رفض وصف حماس بالحركة الإرهابية.
وقال أردوغان في 28 تشرين الأول/أكتوبر وسط حشد من الأتراك في إسطنبول إن بلاده “تقوم بالاستعدادات اللازمة لإعلان إسرائيل مجرمة حرب أمام العالم”، مضيفا أن “الجميع يعلم أن إسرائيل ليست سوى بيدق في المنطقة سيتم سحقه”. يتم التضحية به عندما يحين الوقت.”
وردت إسرائيل بسحب دبلوماسييها من أنقرة، وقال وزير خارجيتها إيلي كوهين على موقع “إكس” السبت إن الهدف هو “إعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية التركية”.
التصعيد قادم
يتوقع المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو، تصعيدا وشيكا بين أنقرة وتل أبيب، خاصة على خلفية خلافاتهما بشأن ملف الطاقة.
ويوضح حافظ أوغلو: “إذا استمر التصعيد في الأراضي الفلسطينية، فسوف تتضرر المصالح التركية، لأن هناك اتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي لنقل الطاقة عبر تركيا إلى أوروبا، وهذا سيتأثر بشكل كبير”.
وحول تصعيد أردوغان لانتقاداته لإسرائيل، يقول المحلل التركي إن هذه التصريحات النارية تأتي في سياق الاستياء التركي الداخلي مما يحدث في غزة، وحتى أحزاب المعارضة التقت بالرئيس قبل أيام استنكرت خلالها التصعيد الإسرائيلي. .
لكن في الوقت نفسه، يستبعد حافظ أوغلو أن تصل القضية إلى “درجة عالية من التوتر” بين البلدين حتى بعد سحب إسرائيل دبلوماسييها.
العلاقات التركية الأميركية “متوترة”
أما عن تأثير ذلك على العلاقات مع واشنطن، فلا يرى المحلل التركي أنها تتأثر بما يحدث في غزة، بل إنها مرتبطة بملفات أخرى، من بينها انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وبعد أشهر من الخلاف، وافق أردوغان في 23 أكتوبر/تشرين الأول على عرض طلب السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) على البرلمان للتصويت عليه، وهي خطوة شجعتها واشنطن منذ فترة طويلة.
ومن المتوقع أن تتحسن العلاقات بين البلدين نتيجة لذلك، حيث يقول حافظ أوغلو: “هذا له ثمن، وهذا السعر يمكن أن يكون طائرة إف 16″، في إشارة إلى تلميح واشنطن السابق إلى أن البلاد قد توافق على بيع هذه الطائرات لأنقرة. إذا وافقت على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
بدوره يشير المحلل السياسي الأميركي مهدي عفيفي إلى أن الولايات المتحدة لها مصلحة في ضمان أن تكون العلاقات بينها وبين تركيا «وثيقة»، ومن غير المتوقع أن تضحي واشنطن بتركيا مقابل أي شيء.
أما عن تصعيد أردوغان لتصريحاته ضد تل أبيب، فيرى عفيفي أنها “مجرد تصريحات، لا يتبعها أي حراك، وهذا ما يسمى بالعملية السياسية أو التمثيل السياسي”، على حد تعبيره.
ولا يعتقد المحلل الأمريكي أن الولايات المتحدة ستأخذ هذه التصريحات على محمل الجد: “لم يكن هناك أي تحرك حقيقي من تركيا، مجرد كلمات قوية، لكن لم يحدث أي تحرك”.
source : www.skynewsarabia.com