منذ فترة كنا أول من أخبركم أنه يجري إعداد خطة كبرى لعرقلة مصر ومعاقبتها على موقفها الرافض لحركة الفلسطينيين من غزة إلى سيناء. وكشفنا أن هذه الخطة تؤثر على الرئيس السيسي شخصيا، بسبب موقفه التاريخي من فضح مؤامرات الغرب وإفشال المخططات التي تجري خلف الكواليس، والمخططات التي يتم الإعداد لها لتصفية الرواية الفلسطينية وتصدير مشكلة أكبر. لمصر.. بدأ بالفعل تنفيذ خطة عرقلة مصر، والخطة تعتمد بشكل أساسي على الاقتصاد والجنيه.. فماذا سيحدث؟ لماذا تريد الدول الغربية تدمير مصر اقتصاديا وما الآليات التي تعتمد عليها؟ لماذا تستهدف الحملات الخارجية على الاقتصاد المصري الجنيه تحديدا؟ فهل الظروف مأساوية كما تقول التقارير الواردة من المؤسسات الدولية؟
ولو لاحظتم أنه في الأسبوع الماضي صدر أكثر من تقرير عن الاقتصاد المصري من مؤسسات مالية دولية، وكلها ترى أن الاقتصاد المصري يعاني وأن سعر الجنيه سيشهد تراجعا تاريخيا خلال أيام قليلة. . وظهرت كل هذه التقارير متزامنة مع إصرار مصر على رفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر من خلال طرد سكان قطاع غزة إلى سيناء. وهي الخطة التي تشرف الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذها وتحظى بدعم معظم العواصم الغربية. وتعرضت مصر خلال الأسبوع الماضي لضغوط غير مسبوقة، تارة بالإقناع وتارة بالترهيب، للموافقة على نقل أهالي غزة إلى سيناء… لكن مصر رفضت كل الضغوط. وتمسكت بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، ورأينا جميعا مصر تهدد للمرة الأولى بأن ما يجري التخطيط له قد يجرها إلى حرب مع إسرائيل. كما رأينا مصر تمنع دخول حاملي الجنسية الأمريكية من معبر رفح، إلا كجزء من اتفاق أوسع لتقديم المساعدات الإنسانية لشعب غزة.
وبطبيعة الحال، فإن الموقف المصري لا يحب الدول الاستعمارية الكبرى التي تقدم الدعم اللامحدود لدولة الاحتلال الصهيوني، وهنا سيناريو محاصرة مصر واقتحامها بتقارير اقتصادية تكشف أهدافا نعرفها جميعا. في أي تقرير من أي مؤسسة دولية تراه يتحدث عن انخفاض قيمة الجنيه واحتمالات فشل مصر.. في الوفاء بالتزاماتها الخارجية رغم أن وضع مصر الاقتصادي لم يصل أبدا إلى هذه المرحلة
يعني وضعنا الاقتصادي سيء وهذه المؤسسات تكذب؟
لا سيدي. وضعنا ليس بأفضل حال، ويمكنك القول إنه وضع صعب للغاية، لكن التقارير التي تخرج لا تهدف إلى إصلاح الوضع الاقتصادي، ولا تخرج لأي غرض محدد. “، والتي تهدف إلى الضغط على مصر لتنفيذ المخططات الأمريكية والصهيونية. وللأسف، تستمر هذه التقارير في تحقيق نتائج طالما أن الدولار موجود في السوق. وفي اليوم الأخير شهد السعر زيادات غير مسبوقة… إنه الجنيه المصري وهي في طريقها للوصول إلى مستويات قياسية جديدة لم يسبق لها مثيل في تاريخ مصر، والتي تتزامن لأسباب عديدة مع زيادة الطلب على العملة الأجنبية.
بالطبع بسبب هذه التقارير والآن بعد أن تم تأجيل مراجعتين لبرنامج التمويل المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، والذي من المتوقع أن يتزامن مع تخفيض سعر الصرف الرسمي للجنيه، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تشهدها البلاد. مع استمرار الحرب في قطاع غزة، يحاول الكثير من الناس التحوط ضد انخفاض قيمة العملة من خلال شراء الدولار كملاذ آمن. لذلك، بمجرد نشر تقرير سلبي عن مستقبل العملة المصرية، سيكون هناك نشاط ملحوظ في السوق السوداء للدولار، وبهذا النشاط يرتفع سعر العملة الأمريكية.
وتأثر سعر الدولار في السوق السوداء بارتفاع العقود الآجلة للجنيه فوق مستوى 45 مقابل الدولار، بالإضافة إلى خفض التصنيف الائتماني لمصر من قبل وكالة ستاندرد آند بورز التي أعلنت يوم الجمعة الماضي خفض التصنيف الائتماني. أعلن التصنيف الائتماني الأمريكي. ارتفع تصنيف الديون السيادية المصرية طويلة الأجل بالعملة المحلية والأجنبية من B إلى – B مع نظرة مستقبلية مستقرة، وجاء ذلك بعد أسبوعين من قرار موديز بتخفيض تصنيف الديون السيادية لمصر إلى Caa1 من B3.
وأشارت ستاندرد آند بورز في تقريرها إلى أن الضغوط التضخمية ستستمر عند مستويات مرتفعة وتوقعت مزيدا من الضعف في سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية. وقال إن تداعيات أزمة العملة ستتسبب في تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل أكبر في السنوات المالية. عام 2024. وحددت أن آفاقها للبلاد “مستقرة”.
وبطبيعة الحال، من المتوقع بشدة أن تتبع وكالة فيتش مسار وكالتي موديز وستاندرد آند بورز، وأن تخفض أيضًا تصنيف مصر في تقريرها المقرر مطلع الشهر المقبل.
كل ما يحدث ليس صدفة أو نتيجة. لا، هذه حملة ممنهجة تهدف إلى الضغط الأكبر على مصر، خاصة وأن أحد العروض المقدمة لمصر للموافقة على صفقة نقل الفلسطينيين إلى غزة كان سداد ديون مصر مقابل توطين سكان غزة في سيناء وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع
source : www.banker.news